التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

توقير الصلاة

 

 توقير الصلاة 

يعد توقير الصلاة من الوسائل والسبل العظيمة في توفيق العبد لأن الصلاة هي الصلة والرابطة بين العبد وربه وهي ذكر لله تعالى قال سبحانه ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (1) وذكر الله هو الذكر الأكبر الذي لا يعلوه أي ذكر قال تعالى ( إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ(2)


ولقد نهى سبحانه وتعالى عن الفتور والضعف في  ذكره لأن ذكره سبحانه مدعاة للمدد والتسديد والتوفيق والعون والثواب الأخروي قال سبحانه ( اذْهَبْ  أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (3) وقال سبحانه ( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (4) .


وكلما قويت واستحكمت صلة العبد بربه فلا شك سينال الحظوة والمكانة والمدد الإلهي .

فلذا لا ينبغي للمؤمن الذي يصبو ويرجو في اقتناص التوفيق وينال المقام والحظوة عند ربه أن يؤثر حطام الدنيا ولهوها ومتاعها على الاهتمام بأوقات صلاته - وللأسف - توجد ظاهرة كبيرة عند المسلمين وهي عدم مراعاة أوقاتها فتجد الكثير منهم في اوقات الصلاة منشغلا بالتبضع أو جالسا على التلفاز او يسامر ويتحدث مع اقرانه او لاهيا في عمله ولديه الفسحة والظرف المناسب لإقامة الصلاة ولكن الدنيا شغلت القلوب عن ذكر ربها .

وان توقير الصلاة هو توقير لذي الصلاة جلّ وعزّ اسمُه وقد نبّه سبحانه في كتابه الكريم بقوله ( مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ([5).


وتوقير الصلاة له صور وحالات متعددة فبعضها ظاهرية وبعضها باطنية نذكر بعض الامثلة :

 

 

  • المحافظة على اوقاتها

إن المحافظة والاهتمام على أوقات الصلاة في مواعيدها المضروبة دليل على الإيمان واليقين والشوق والحب قال تعالى ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ([6]) .


وروي عن الإمام عليّ عليه السّلام: "لَيسَ عَمَلٌ أحَبَّ إلَى اللهِ جلّ جلاله مِنَ الصَّلاةِ، فَلا يَشغَلَنَّكُم عَن أوقاتِها شَيءٌ مِن أُمورِ الدُّنيا، فَإِنَّ اللهَ جلّ جلاله ذَمَّ أقوامًا فَقالَ: الَّذينَ هُم عَن صَلاتِهِم ساهونَ يَعني أنَّهُم غافِلونَ استَهانوا بِأَوقاتِها". (7)


وروي عن الإمام الباقر عليه السّلام - في قَول اللهِ جلّ جلاله: ﴿والَّذينَ هُم عَلى صَلَواتِهِم يُحافِظونَ﴾5-: هذِهِ الفَريضَةُ، مَن صَلّاها لِوَقتِها عارِفًا بِحَقِّها لا يُؤثِرُ عَلَيها غَيرَها كَتَبَ اللهُ لَهُ بَراءَةً لا يُعَذِّبُهُ، ومَن صَلّاها لِغَير وَقتِها غَيرَ عارفٍ بِحَقِّها  مُؤثِرًا عَلَيها غَيرَها كانَ ذلِكَ إلَيهِ جلّ جلاله، فَإِن شاءَ غَفَرَ لَهُ وإن شاءَ عَذَّبَهُ (8) .


روي عن عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ: "سَأَلتُ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه وآله: أيُّ الأَعمالِ أحبُّ إلَى اللهِ جلّ جلاله؟ قالَ: الصَّلاةُ لِوَقتِها"). (9)



وروي عن عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ أيضا: "قُلتُ: يا نَبيَّ اللهِ، أيُّ الأَعمالِ أقرَبُ إلَى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ عَلى مَواقيتِها.([10]) وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: "لا يَنالُ شَفاعَتي غَدًا مَن أخَّرَ الصَّلاةَ المَفروضَةَ بَعدَ وَقتِها" (11) 


وعنه صلّى الله عليه وآله: "إنَّ أخوَفَ ما أخافُ عَلى أُمَّتي تأخيرُهُمُ الصَّلاةَ عَن وَقتِها وتَعجيلُهُم الصَّلاةَ عَن وَقتِها"(12)


القُطبُ الرّاوَنديُّ: "قالَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله: إذا أنزَلَ اللهُ عاهَةً مِنَ السَّماءِ عوفِيَ منها حَمَلَةُ القُرآنِ ورُعاةُ الشَّمسِ- أيِ الحافِظونَ لِأَوقاتِ الصَّلَواتِ وعُمّارُ المَساجِدِ")  (13)


وروي عن الإمام الصادق عليه السّلام: "دَخَلَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله المَسجِدَ وفيهِ ناسٌ مِن أصحابِهِ قالَ: تَدرونَ ما قالَ لَكُم رَبُّكُم؟ قالوا: اللهُ ورَسولُهُ أعلَمُ، قالَ: إنَّ رَبَّكُم يَقولُ: هذِهِ الصَّلَواتُ الخَمسُ المَفروضاتُ فَمَن صَلّاهُنَّ لِوَقتِهِنَّ وحافَظَ عَلَيهِنَّ لَقِيَني يَومَ القيامَةِ ولَهُ عِندي عَهدٌ أُدخِلُهُ بِهِ الجَنَّةَ، ومَن لَم يُصَلِّهِنَّ لِوَقتِهِنَّ ولَم يُحافِظ عَلَيهِنَّ فَذلِكَ إلَيَّ، إن شِئتُ عَذَّبتُهُ وإن شِئتُ غَفَرتُ لَهُ" (14) 


وروي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: "ما مِن عَبدٍ إلّا بَينَهُ وبَينَ اللهِ تَعالى عَهدٌ ما أقامَ الصَّلاةَ لِوَقتِها أو آثَرَها عَلى غَيرِها مَعرِفَةً بِحَقِّها، فَإِن هُوَ تَرَكَهَا استِخفافًا بِحَقِّها وآثَرَ عَلَيها غَيرَها بَرِئَ اللهُ إلَيهِ مِن عَهدِهِ ذلِكَ، ثُمَّ مَشيئَتُهُ إلَى اللهِ جلّ جلاله، إمّا أن يُعَذِّبَهُ وإمّا أن يَغفِرَ لَهُ"([15]) .


روي عن الإمام الصادق عليه السّلام: "امتَحِنوا شيعَتَنا عِندَ مَواقيتِ الصَّلاةِ كَيفَ مُحافَظَتُهُم عَلَيها. (16)وروي عن الإمام علي عليه السلام : ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة ، فلا يشغلنكم عن أوقاتها شئ من أمور الدنيا ، فإن الله عز وجل ذم أقواما فقال :  ( الذين هم عن صلاتهم ساهون )  يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها . (17)


  •  حضور القلب في الصلاة 

من الواضح أن الصلاة لها شروطها الظاهرية الكثيرة المذكورة في كتب الفقه وفي نفس الوقت أن الصلاة تتجلى مكانتها وجمالها وقيمتها بإقبال القلب نحو ربها بربط القلب وضبط الفكر والذهن نحو مركز ومحور العشق الالهي لكي ينال العبد ثمارها المعنوية الكثيرة والعظيمة .


أما في حال أدائها من دون توجه وإقبال سيكون مؤديها قد أسقط الفرض وأعرض عن الفضل والقرب الذي كان مقدرا - مع وجود الحضور القلبي - أن يكون سلّما مباركا يعرج ويسمو بالعبد الى القرب المعنوي وينال بسببه التوفيقات الكثيرة .


عن أبي حمزة الثمالي: سمعت أحدهما يقول: إن عليا (عليه السلام) أقبل على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال: حسنة وليست إياها، فقال بعضهم: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله قال: حسنة وليست إياها، وقال بعضهم: (الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)  قال: حسنة وليست إياها، قال: ثم أحجم الناس، فقال: ما لكم يا معشر المسلمين؟ قالوا: لا والله ما عندنا شيء، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أرجى آية في كتاب الله (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل وقرأ الآية كلها، وقال: يا علي، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل [الله] بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمه، فإن أصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك، حتى عد الصلوات الخمس، ثم قال: يا علي، إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب أحدكم، فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم، أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي. ) [18]


وروي عن الإمام الصادق عليه السلام يقول فيما ورد عنه -: "إذا أحرمت في الصلاة فأقبل عليها، فإنك إذا أقبلت أقبل الله عليك, وإذا أعرضت أعرض الله عنك، فربما لم يرفع من الصلاة إلا الثلث أو الربع أو السدس، على قدر إقبال المصلي على صلاته. (19) وروي الإمام علي عليه السلام : لا يقومن أحدكم في الصلاة متكاسلا ولا ناعسا ، ولا يفكرن في نفسه فإنه بين يدي ربه عز وجل ، وإنما للعبد من صلاته ما أقبل عليه منها بقلبه . (20)


  •  الخشوع في الصلاة 

ومن خلال الحضور القلب لدى العبد في صلاته وتوجّهه الباطني تتاثر الجوانح والجوارح تبعا لذلك الحضور الحقيقي قال سبحانه ( الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (21) وقال تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ(22) وقال عز وجل ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ  اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)[23] 


وتحدث الإمام الباقر عن خشوع أبيه في صلاته فقال: كان علي بن الحسين إذا قام في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلا ما حركت الريح منه(24).


وعنه ايضا (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليهما السلام)... إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل، وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا. ("25)


  •  نهيها عن الفحشاء والمنكر 

ومن الآثار المهمة لصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (26).


فحينما تنهى الصلاة صاحبها عن الفحشاء والمنكر فقد أنتجت وأثمرت خصائصها المرجوة منها وكانت كاشفة بأن صاحبها قد وقرّها وعظمّها وصانها واستغل آثارها من الضياع وبالتالي بهذا الإيمان والحرص والمسؤولية لإقامة الصلاة المطلوبة قد وفق لنيل آثارها العظيمة قال تعالى ( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ([27]).



1- طه اية 14

2-   العنكبوت/ 45

3-   طه 42

4-   النور اية 38

5-   سورة نوح اية 13

6-   النساء اية 102

7-   وسائل الشيعة ج ٤ ص ١٠١

8-   نفس المصدر

9-   نفس المصدر

10-     كشف الغمة ص 110

11-   جامع احاديث الشيعة ج 4ص 59

12-   روضة الواعظين ج ١ ص ٣٨٧

13-   مستدرك الوسائل ج  ٣ ص ٣١

14-   ميزان الحكمة ج ٤ ص ١١٢

15-   الصلاة في الكتاب والسنة ص 53

16-   ميزان الحكمة ج 5س 2852

17-   الصلاة في الكتاب والسنة ص 51

18-   الصلاة في الكتاب والسنة ص 145

19-   البحار ج ٨١ ص ص ٢٦٦

20-   نفس المصدر ص ٢٣٩

21-   المؤمنون 2

22-   الحديد ١٦

23-   الأنفال 3

24-   الصلاة في الكتاب والسنة ص 203

25-    ميزان الحكمة ج 2 ص 1635

26-    سورة العنكبوت اية 45

27- سورة الانفال اية 3







تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي