التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول ( داء الجزع )

        

                               
الجزع هو الاضطراب والقلق وضيق الصدر يصيب قلب الانسان عند نزول البلاء وهو من الأخلاق المذمومة في الإسلام .
 ان العوارض والحالات التي تظهر على الجازع من فقدان السكينة والثبات والتصبر تكشف بوضوح للرآي ان المبتلى فاقد التسليم لقضاء الله سبحانه وعدم الرضا بما نزل به من البلاء وهذه الحالة لم تأت اعتباطا و جزافا بل هناك مناشئ وموجبات ولدت هذه الحالة المذمومة وعلى رأسها ضعف الايمان بقضاء الله تعالى ومشيئته القاهرة على العباد ومن تلك المناشئ التي اوصلت الجازع الى هذه النتيجة المؤسفة هو تلوث القلب بعالم الطبيعة فإن توجيه بوصلة القلب الى عالم الدنيا والإعراض عن الله تعالى واليوم الآخر تسبب وتعطي هذه المضاعفات الخطيرة المنافية لشخصية الإنسان المؤمن قال تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا * إذا مسه الشر جزوعا * وإذا مسه الخير منوعا)1 . ولكنه تعالى يستثني المصلّين والذين لهم رابطة وعلقة ايمانية بعالم الآخرة من الذم الوارد في الإنسان الجازع بقوله تعالى( إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ..لخ 2
اذاً فالمؤمن الذي هُدي بنور الإيمان والذي تعّلق قلبه بربه وبحسن بلائه وما اعّده للصابرين من الأجر العظيم يوم لقائه ، ولمعرفته أن الجزع لا يغير ولا يبدّل المقدور ، وانه يحبط الاجر،ويكون العبد عند ربه مأزورا وملوما فإن هذه المعرفة النورانية والملكات الفاضلة والصفات الايمانية تولِّد في قلبه طاقة ايمانية روحية تساعده وتعينه على استيعاب وتحمل المصيبة يقول تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ    
 ولكن حينما تنفصل أو تضعف علقة العبد ورابطته بربه يفقد العبد الاستقرار والثبات ويكون قلبه حينها عرضة لوسواس الشيطان اللعين فيلقي في روعه ما يلقي من الريبة والتشكيك بعدالة السماء 
ولذا نرى جملة من الناس ضعيفي الايمان كيف يعترضون على قضاء الله تعالى حين نزول البلاء ؟!! عن علي (عليه السلام): إنك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور ٤.وعن الإمام الباقر (عليه السلام): من صبر واسترجع وحمد الله عند المصيبة، فقد رضي  بما صنع الله، ووقع أجره على الله ، ومن لم يفعل ذلك جرى عليه القضاء وهو ذميم ، وأحبط الله أجره .٥
إن هذا التفكير السطحي يكشف ويدل على هشاشة العقل و تمرض القلب فهؤلاء قد غفلوا أن دار الدنيا دار تمحيص واختبار وغربلة وليست دار نزهة وسياحة ولهو ، هي دار زرع وعمل وسباق وليست دار قرار وبقاء ، وغدا هو يوم حصاد الزرع وقطف الثمار وان هذه المصائب والبلايا هي تحمل في ثناياها وبواطنها الصلوات والرحمة لمن صبر كما قال تعالى (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )٦
ولكن هذه البركات والكرامات تُبعد عن العبد بسبب جزعه واضطرابه واعتراضه على الارادة الالهية . 
إن العبد المؤمن الذي نوّر الله قلبه للإيمان لا يفرّط بهذه النعم والمنح لعلمه ان البلايا هي سّلم ودرجات ترفعه الى منازل الكمال عند ربه وهي تحمل حقائق ملكوتية ورحمات لدنية من رب العزة فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكون مؤمنا حتى تعد البلاء نعمة والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة، ورخاء الدنيا محنة في الآخرة .٧ وعن الامام الصادق (عليه السلام): أن بلاياه محشوة بكراماته الأبدية، ومحنه مورثة رضاه وقربه ولو بعد حي.٨ وعنه (عليه السلام): المصائب منح من الله، والفقر مخزون عند الله ٩.وعنه (عليه السلام) - فيما أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) -: ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، فإني إنما ابتليته لما هو خير له، واعافيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي .١٠
أما الجزع والاضطراب والويل والثبور عند المصيبة هي تُضّيع وتفوّت تلك النعم الربانية والمنح الالهية ولذا نقرأ في السيرة ان الإمام الحسين سلام الله عليه في اليوم العاشر من المحرم يلتفت إلى أخته زينب سلام الله عليها ويوصيها قائلا ( يا اخية اتقي الله ، وتعزى بعزاء الله ، واعلمي ان أهل الارض يموتون ، وان اهل السماء لا  يبقون ، وان كل شئ هالك الا وجه الله الذي خلق الارض بقدرته  ...يا اخية اني اقسم عليك فابري قسمي ولا تشقى علي جيبا ،ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعى علي بالويل والثبور اذا انا هلكت.١١
فاذاً هذه هي سنة الله تعالى في خلقه وحكمته في عباده في البلاء والامتحان قال تعالى (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ  .1٢ وقال سبحانه (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ١٣)
الجزع انصب من الصبر : 
لا شك المصيبة حال نزولها لها وقعة وإصابة واثر كبير على القلب وان الالتجاء الى الله تعالى في طلب المدد والعون والتصبر على الفواجع أمر لابد منه حتى في اخر انفاس العبد لأنه ضعيف في تحمل الفوادح والبلايا وإن إظهار الحاجة والضعف والمسكنة هي من سمات العبودية لله تعالى وينقل ان الامام الحسين عليه السلام في لحظاته الاخيرة من الدنيا يتوجه روحي له الفدى ويلجأ الى ربه طالبا الصبر على قضائه فقال سلام الله عليه بعدما (طعنه صالح بن وهب على خاصرته طعنة ، فسقط عن فرسه على خده الأيمن وهو يقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله، ثم جعل يجمع التراب تحت يده كالوسادة فيضع خدّه عليها ثم يناجي ربّه قائلاً : صبراً على قضائك وبلائك ، يا رب لا معبود سواك .١٤
ولكن مع شدة الفاجعة والمصيبة التي تصيب الإنسان وضرورة الصبر عليها ولكن الجزع اتعب وانصب من الصبر فالإنسان عند نزول البلاء ينال سهمه من المصيبة وأن الجزع هو مصيبة اخرى وأثر كبير على القلب فعن امير المؤمنين عليه السلام ( المصيبة واحدة، وإن جزعت صارت اثنتين ١٥ وعنه (عليه السلام): الجزع عند المصيبة أشد من المصيبة 1 وعنه (عليه السلام): الجزع أتعب من الصبر .١٦

الجزع يحبط الأعمال :  
والآثار الوضعية الناجمة من الجزع لا تقف عند مرحلة حرمان النفس من النفائس الروحية والصلوات والرحمات الملكوتية السابحة في ثنايا البلاء بل تُحبط أجر العبد نتيجة الاضطراب وضيق الصدر والويل والثبور وعدم التحلي بالصبر والثبات والالتجاء الى الله سبحانه والتسليم لسنة الله تعالى وقضائه في غربلة عباده وتمحيصهم قال تعالى ( وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.١٧عن الإمام علي (عليه السلام): الجزع لا يدفع القدر، ولكن يحبط الأجر .١٨وعنه (عليه السلام): اغلبوا الجزع بالصبر، فإن الجزع يحبط الأجر ويعظم الفجيعة. ١٩وعنه (عليه السلام): من جزع فنفسه عذب، وأمرَ الله سبحانه أضاع، وثوابه باع .٢٠عن الإمام الصادق (عليه السلام): اتقوا الله واصبروا، فإنه من لم يصبر أهلكه الجزع، وإنما هلاكه في الجزع أنه إذا جزع لم يؤجر.٢١
ثم ان الجزع له مراتب وحالات مختلفة ويمكن ان تقسيمه إلى أقسام :
القسم الأول الجزع الصوتي : كالعويل وهو البكاء والنحيب مع رفع الصوت بالصراخ .
القسم الثاني الجزع القولي : وهو الدعاء بالويل والثبور أي بالهلاك والعذاب على النفس .
القسم الثالث الجزع الفعلي : وهو ضرب النفس او شق الثوب وخمش الوجه او جز الشعر او لطم الوجه او الصدر .
القسم الرابع الجزع القلبي : هو الجزع الذي يصيب قلب الإنسان فينتابه الاضطراب والقلق وضيق الصدر وعدم رضاه بما نزل  .
 فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): صوتان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، ومزمار عند نعمة.٢٢ وعنه (صلى الله عليه وآله): ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب.٢٣  وعن الإمام علي (عليه السلام): من ضرب بيده على فخذه عند لمصيبة حبط أجر.٢٤
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر، وأخذ في غير طريقه .٢٥
وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فيما كتب إلى بعض أصحابه يعزيه بابنه -: أما بعد، فعظم الله جل اسمه لك الأجر وألهمك الصبر... فلا تجمعن أن تحبط جزعك أجرك، وأن تندم غدا على ثواب مصيبتك، وإنك لو قدمت على ثوابها علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم أن الجزع لا يرد فائتا، ولا يدفع حزن قضاء، فليذهب أسفك ما هو نازل بك مكان ابنك، والسلام.٢٦ وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) - لسماعة بن مهران -: ما حبسك عن الحج ؟ قال: قلت: جعلت فداك وقع علي دين كثير ، وذهب مالي ، وديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي ، فلو لا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج. فقال لي: إن تصبر تغتبط، وإلا تصبر ينفذ الله مقاديره راضيا كنت أم كارها.٢٧
ولكن يبقى البكاء والحزن على الميت من الأمور الجائزة ولا محذور فيها بل قد يُستحب في بعضها فقد بكى رسول الله صلى الله عليه وآله ابنه إبراهيم وقد نقل المجلسي في بحاره ( أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد عبد الرحمان بن عوف فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه، فوضعه في حجره فقال: يا بنى اني لا املك لك من الله شيئا وذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمان: يا رسول الله تبكي ؟ أولم تنه عن البكاء ؟ قال: إنما نهيت عن النوح، عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعم: لعب ولهو ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان. إنما هذه رحمة، من لا يرحم لا يرحم، لولا أنه أمر حق، ووعد صدق، وسبيل بالله وإن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا، وإنا بك لمحزونون . تبكي العين، ويدمع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل .
وقد بكت فاطمة الزهراء على ابيها صلوات الله عليهم اجمعين وبكاء الامام السجاد على ابيه الامام الحسين عليهما السلام ...الخ .٢٨
 بل حتى البكاء والحزن  على الحي امر لا ضير فيه فان نبي الله يعقوب بكى ابنه يوسف حتى بيضت عيناه من الحزن ، وبكى النبي الاكرم (صلوات الله عليه واله) الامام الحسين عليه السلام قبل ولادته وبعد ولادته لعلمه بما سيجري عليه من المصائب.
اذاً فالبكاء والحزن امر لا اشكال فيه مع التسليم والرضا بقضاء الله تعالى ولكنه إذا خلا من ذلك كان جزعا وهو المذموم والمحرم . 



١- سورة المعارج آية ١٩
٢-سنن النبي ج ٢ ص ٢٦
٣-سورة البقرة آية ١٥٥
٤- ميزان الحكمة ج ٥ ص ١٧٢
٥-نفس المصدر
٦-ميزان الحكمة ج ١ ص ٢٩٥
٧-نفس المصدر 
٨-نفس المصدر 
٩-مشكاة الانوار 
١٠-مقتل الامام الحسين لابن مخنف ص ٢٨
١١-سورة العنكبوت آية ٣
١٢-سورة الانفال آية ٣٧
١٣-فاجعة الطف ص ٢١
١٤-غرر الحكم ص ١٦٧
١٥-نفس المصدر

١٦-نفس المصدر

تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي