ان الغفلة عن الاستعداد عن يوم تتقطع فيه جميعُ السبل للفرار والنجاة من ذلك اليوم العصيب والشديد قال تعالى :
( وتقطّعت بهم الاسباب ) هو الذي يكون سببا للهلاك والخسارة العظمى .
وهذه الغفلة انما جاءت بسبب التوجه الكبير للانسان نحو عالم الطبيعة والانشداد اليها على نحو الافراط بحيث يغفل عن الاستعداد ليوم أهم وعظيم .
فحينما يُخاطب ويُنادى الانسان يوم القيامة ( لقد كنت في غفلة من هذا ) فيا ترى ماذا رأى من الدواهي العظمى ؟؟
في ذلك اليوم العصيب لا مجال فيه للغفلة والتراخي ، فكل شيء فيه حضور وانتباه محض يقول تعالى ( فبصرُك اليوم حديد ) أي قوي وحاد كقوة وصلابة الحديد .
فلا مجال ان يغض بصرُك ! او يلهى قلبُك ! او يغور فكرُك ! او تنام عينُك ! فكل جوارحك وجوانحك في حالة يقظة وشدة الانتباه ، لان ما يراه المرء في ذلك اليوم العصيب قد بهر جميع قواه الحسية والروحية وجعلها متوجهة نحو نقطة مركزية ومحورية بحيث جعلته لا يستطيع ان يشعر ويحس من يقف بجنبه ولو كان أقرب واعز وارحم الناس اليه بل يفرُّ منهم من شدة ما رأى من هول الفاجعة قال تعالى
( فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) .
نعم هو يوم لحري بالمؤمن ان يستعد ويتزود بزاد التقوى قال تعالى (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى.
تعليقات