التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول ( التخمة في الاكل )


التخمة : من المفردات وردت ذكرها في روايات المعصومين ( سلام الله عليهم اجمعين ) تحذر وتذم فاعلها لعلة الإفساد الناتجة من  الاسراف في الاكل ، ويُعد الاسراف في الأكل إلى حد التخمة من  أشد العوامل ضررا على صحة الانسان وهذه المسالة محل وفاق عند علماء الاديان والابدان وهي من المسلمات و الواضحات ويعترف بها كل عاقل سوّي ومن الطريف أنّه : حكى أنّ هارون  العباسي كان له طبيب نصراني حاذق ، فقال ذات يوم لعلي بن الحسين بن واقد : ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان : علم الأديان ، وعلم الأبدان ، فقال له علي: قد جمع الله الطب كلَّه في نصف آية من كتابه وهو قوله: (كلوا واشربوا ولا تسرفوا) وجمع نبيّنا(صلى الله عليه وآله وسلم) الطب في قوله: «المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء، وأعط كل بدن ما عودته ». فقال الطبيب : ما ترك كتابكم ولا نبيّكم لجالينوس طبّاً .

ثم إن المحافظة على صحة الإنسان أمر مطلوب حتى يتسنى للمؤمن القيام بوظائف العبودية لله تعالى على وجهها المقدور باعتبار ان كثرة الاسقام مانعة في بعض الاحيان من تحصيل العبادات في حال الاختيار ، فلذا ينبغي للمؤمن يتحاشى الأسباب والموجبات التي تؤدي الى تعليل بدنه ولو بعد حين .

بل ينبغي المؤمن اختيار الغذاء الصحي الذي يزّود الجسم بالطاقة والحيوية والنشاط ويتجنب الاطعمة التي تؤدي الى مضاعفات سلبية على نشاط الجسم وحيويته لا بأس أن نتبرك بجملة من أحاديث المعصومين عليه السلام في هذا المجال روي عن علي (عليه السلام): إياك وإدمان الشبع، فإنه يهيج الأسقام ويثير العلل 1.عنه (عليه السلام): إياك والبطنة، فمن لزمها كثرت أسقامه وفسدت أحلامه  ٢. وروي عن الإمام علي (عليه السلام): ( قلة الغذاء أكرم للنفس وأدوم للصحة ٣ وورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام): قال( لو أن الناس قصدوا في الطعم لاعتدلت أبدانهم


التخمة مفسدة للقلب :

لا شك من وجود علائق وروابط قائمة بين قلب الإنسان المعنوي وبين الاشياء المادية فمثلا في حال انبساط وانشراح الصدر تكون النفس أكثر إقبالا وارتياحا عند الطعام والمنام والكلام وفي حال الانقباض وضيق الصدر تكون النفس بحالة الأدبار والعزوف والفتور عمّا اعتادت عليه النفس عند الانبساط والانشراح .

وهناك علائق كثيرة قائمة بين الأشياء لسنا في صدد استقرائها بل الغرض ايصال الفكرة إلى القارئ وهي ان قلب الانسان يتأثر تأثرا كبيرا في الامور المادية ومنها التخمة والإسراف في الأكل .

فروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال (وكثرة النوم يتولد من كثرة الشرب وكثرة الشرب يتولد من كثرة الشبع وهما يثقلان النفس عن الطاعة و يقسيان القلب عن التفكر والخشوع

إن من سلبيات ومضاعفات كثرة الأكل إلى حد البطنة قد يجعل الشخص مشغول البال في الطعام ونوعه والاستئناس بالعالم الطبيعة و الإخلاد اليها ويغفل عن الفقراء والمساكين فشتان بين رجل يئن من الشبع والبطنة وآخر يئن من الجوع والمسغبة ، وفضلا عن المخاطر والمساوئ المعنوية على القلب وأن أهل بيت العصمة سلام الله عليهم قد بينوا المخاطر الجمة نتيجة التخمة في الأكل ومن تلك المضاعفات :  

اولا : تطفئ نور المعرفة من القلب : روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تشبعوا فيطفأ نور المعرفة من قلوبكم

ثانيا :  تُورث قسوة القلب: وروي عنه (صلى الله عليه وآله): من تعود كثرة الطعام والشراب قسا قلبه

ثالثا :  المبغوضية عند الله تعالى وروي عنه (صلى الله عليه وآله): ليس شئ أبغض إلى الله من بطن ملآن

رابعا :  تُميت القلب: وروي عنه (صلى الله عليه وآله): لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب ، فإن القلب يموت كالزرع إذا كثر عليه الماء

خامسا:  تعمي القلب : عن الصلاح  روي عن علي (عليه السلام): إذا ملئ البطن من المباح عمي القلب عن الصلاح .١٠

سادسا :  تُكسل عن الصلاة : روي عنه (عليه السلام): إياكم والبطنة ، فإنها : مقساة للقلب ، مكسلة عن الصلاة ، مفسدة للجسد .    ١١

 

الخلاصة :

قد اتضح مما مرّ ولو بصورة اجمالية على المفاسد والمضار الناتجة من اثر التخمة على صحة البدن والقلب وهناك مفاسد أخرى أعرضنا عنها خشية الخروج عن البحث .

ومن المهم أن يطلع المؤمن على الآثار السلبية التي تسببها التخمة والإسراف في الأكل ولكن الأهم في المسألة هو ترويض النفس وحملها على الاعتدال فلا يصح تضعيف البدن وتثقيله عن العبادات والطاعات من خلال التخمة والبطنة في الاكل وكذا لا يصح إضعاف البدن من خلال تجويعه الى درجة يضعف عن الإتيان بالعبادات على وجهها الصحيح.

نعم لابد من التفريق بين الجوع الذي يتسبب الى ضعاف البدن عن الطاعة والذي قد يشق على كثير من الناس ويتعذر مجاراته وبين الجوع الذي يتحمله عادة اصحاب الهمم العالية وأهل الزهد والتقوى وطالبي الكمال المعنوي وقد ورد الحث والترغيب عليه من قبل المعصومين صلوات الله عليهم وأنه شعار الصالحين و يورث الحكمة ففي حديث المعراج روي  أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله) -: قال : يا رب ما ميراث الجوع ؟ قال : الحكمة ، وحفظ القلب ، والتقرب إلي ، والحزن الدائم ، وخفة المؤونة بين الناس، وقول الحق، ولا يبالي عاش بيسر أو بعسر .1 وأيضا -: يا أحمد، إن العبد إذا جاع بطنه وحفظ لسانه علمته الحكمة ، وإن كان كافرا تكون حكمته حجة عليه ووبالا ١٢.

وروي عن الإمام علي (عليه السلام):نعم العون على أسر النفس وكسر عادتها التجوع ١٣وروي عنه عليه السلام : نعم الإدام الجوع وقال : نعم عون الورع التجوع  .١٤

 

١- تفسير الامثل ج ٥ ص ٢٦

٢-ميزان الحكمة ج ١ ص ٨٢

٣- نفس المصدر 

٤-نفس المصدر 

٥-نفس المصدر 

٦-مستدرك الوسائل ج ٥ ص ٩٣

٧-ميزان الحكمة ج ١ ص ٨٢

٨- نفس المصدر

٩-نفس المصدر 

١٠-نفس المصدر 

١١-نفس المصدر 

١٢-نفس المصدر

١٣نفس المصدر 

١٤-نفس المصدر

 

 

 

 





تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي