التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول ( اهمية التوبة )




إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات. 
فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ .1
فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول: إذا تاب العبد المؤمن توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة. قلت : وكيف يستر عليه ؟ قال : ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ..فيلقى الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.3
ولابد ان يُعرف ان توبة العاصي راجعة خيرها ونفعها على التائب إما ساحة الكبرياء فهي منزهة عن حاجة أوبة من اناب ، ففتح باب التوبة لعباده وقبولها منهم تفضلا منه وكرما من غير احتياج لطاعة المطيع ولا لتكثير سوادهم لأنه لا يضره جحود الجاحد ولا فسق الفاسق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ،ولكنه تعالى قضى على نفسه الرحمة وانه لا يرضى لعباده الكفر والعصيان (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) 4 وقال سبحانه ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ  )5  
 التوبة من الله : 
ان اخطر ما يهدد المرء هو جهله، فالجهل عدو الانسان كما أشار إلى ذلك أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله (صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله)6
 فالجهل سلاح يضرب فكر وإيديولوجيا عقل الانسان فيعتقد بفكرة ونظرية ضالة خاطئة عن معارف التوحيد وروح الاسلام الاصيل فيتعايش ويتجانس معها ردحا طويلا ولعله يهلك عليها فتورده إلى الهلاك الذي لا انقضاء له .
ومن هذه المسائل والقضايا الخاطئة ان جملة من العاصين يعتقدون أنه ما دامت التوبة شارعة أبوابها على مصراعيها وأن الله تعالى يقبل توبة من أناب إليه فلِمَ العجلة فيها ؟ فيغترون بحلم الله وستره فيبقون منتهكين لحرمته ومتعدين لحدوده سادرين في غيهم .
ان هذا اللون من التفكير يدل على الجهل القابع في اذهان هؤلاء ويمكن ان نجيب على هذا الفهم الخاطئ بأمور  :
الأمر الأول : من المفيد أن يُعلم أن الموت موتر قوسه لا تخطئ سهامه وكم أخذ على حين غرة وغفلة لاهيا ومفرّطا وساخرا ولم يدع للتوبة أن تنالهم قال سبحانه (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ... أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ.7
اخي في الله : هذه الحسرة والندم يمكنك تجنبها ما دمت في دار الدنيا وذلك بالإقلاع عن المعاصي والذنوب والرجوع الى ساحة الكبرياء والندم على ما فرّطت في جنب الله ، وان لهذه الحسرة والندم الاثر الكبير في تغير الملف المثقل بالذنوب الذي سوف يُعرض  ويُوضع أمام الفرد ويراه يوم القيامة وُيقال له ( اقرأ كتابك ) !!
فإلى متى هذه الغفلة والتغافل والتسويف والجرأة على حدود الله ؟ وهل اخذ العاصون ضمانا من الموت بأن يمهلهم حتى يتوبوا ؟ أم هناك فرصة أخرى يمكن تعويضها عن الأولى ؟ ألا آن الاوان ان نقول للنفس كفى هتكا لحرمات الله ؟ الى آن الاوان ان نقول للنفس استحي من خالقك الذي أوجدك من العدم وأسبغ عليك النعم ؟ وهل يستحق هذا  المنعم المفضل أن يُعصى ويُغفل ؟ وهل يوجد عاقل سوّي أن يؤثر حياة زائل مليئة بالنكبات والمنغصات بحياة باقية تنعدم فيها الآلام والمحن ؟ مع أنه سبحانه أسبغ على الإنسان النعم تلوى النعم وآتاه من كل ما سأل قال سبحانه (وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ . 8 وروي عن الإمام علي (عليه السلام): لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب ألا يعصى شكرا لنعمه: 9
الامر الثاني : ان الإخلاد إلى الدنيا والانكباب على المعاصي وهتك الحرمات والغفلة عن الاخرة تجعل القلب كالصخرة الصوان في قسوتها ، حتى ان التفكير بمسالة التوبة وجبر ما قد كُسر وإصلاح ما قد فُسد لا يساور فكر وعقل كثير من العصاة لأن نور الفطرة اُطفئ بالعصيان والطغيان حتى أصبح القلب كقطع الليل مظلم روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم يغلب خيره شره قبّل الشيطان بين عينيه وقال: هذا وجه لا يفلح. 10 

بل ان التمادي بالذنوب والمعاصي قد يجعل المرء ان لا يتأثر بالمواعظ والعبر والنصائح ، بل تقوم النفس تبرير افعالها وأعمالها السيئة وتوجِد لها المعاذير لإقناعها واسكاتها . 
بل الانكى من ذلك أن النفس المندكة في وحل المعاصي والتيه تصل الى مرحلة ان من سعى في ردّها عن غّيها وتماديها بالوعظ والإرشاد يواجه بما لا يرضى من القول والفعل ، ومن الشواهد القرآنية في المقام أن نبي الله شعيب يعظ قومه لنجاتهم وتحريرهم من الأغلال ولكن قومه يهددونه بالرجم ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (90) قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ.11
وموقف اخر ان الامام الحسين سلام الله عليه لمّا كان اليوم العاشر من المحرم أخذ يوعظ القوم الذين جاءوا لقتاله فلم يكترثوا بقوله ثم بعد بُرهة تقدّم عمر بن سعد : أخذ سهماً ووضعه في كبد القوس وقال : اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين ، فأقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر ، فقال الحسين لأصحابه قُومُوا رَحِمَكُمُ اللّهُ اِلَى الْمَوْتِ الَّذي لابُدَّ مِنْهُ ، فَاِنَّ هذِهِ السَّهامَ رُسُلُ الْقَوْمِ اِلَيْكُمْ ) .12
الأمر الثالث : أن التوبة هي توفيق وتسديد من الله تعالى بحق عبده العاصي ، فالعبد العاصي إذا حُرم من التوفيق لن يوفق لها ومن الشواهد القرآنية على هذه المسألة قوله تعالى ( وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ).13 والثلاثة الذين تخلّفوا عن المسلمين في سوح القتال للمحاربة المشركين ( هم كعب بن مالك ومرارة بن ربيع وهلال بن أمية ) ومحل الشاهد أن الآية تقول: أن الله تعالى قد سددهم ووفقهم للتوبة لكي يتوبوا إليه ( ثمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .).14
اذاً فالتوفيق للتوبة التي تنال العاصي هو منه وعليه سبحانه، وما دام العاصي لا يعلم هل سيُوّفق للتوبة أو لا ؟ هل ستمد له يد العون والتسديد الالهي او لا ؟ فالجهل بالتوفيق متحقق فالحذر لازم .
فعلى الكيس العاقل ان لا يُسّوف التوبة فيبقى في لهوه وجهله متماديا في الآثام خوفا من حرمان التوفيق فروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن مسعود لا تقدم الذنب ولا تؤخر التوبة ، ولكن قدم التوبة وأخر الذنب،: فإن الله تعالى يقول في كتابه (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) .15
وروي عن علي (عليه السلام): مسّوف نفسه بالتوبة، من هجوم الأجل على أعظم الخطر.16
نسيم التوبة : 
وبعد التسديد الالهي لعبده العاصي للتوبة يستيقظ القلب من غفلته بعد سبات طويل فيشعر بالندم والتألم على ما جنته يداه من المعاصي وهذا الشعور هو أول مقدمات التوبة وهو إحساس القلب بالأسى والحزن على ما فرّط في جنب الله تعالى ثم ينحني متذللا خجلا مستغفرا طالبا من العلي الأعلى كفران الذنوب وستر العيوب ، مع العزم والإضمار ألا يعود الى سالف ما مضى روي عن علي عليه السلام : التوبة ندم بالقلب واستغفار باللسان و ترك بالجوارح و إضمار أن لا يعود .17
حينها ستمطر السماء شآبيب الرحمة على قلب العبد التائب ويطهر وينقي القلب من الأدران والأوساخ والمتعلقات ويكرم بالمحبة الالهية ويلج في زمرة المحبوبين عند الله قال سبحانه ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ .) 18 ونقل عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تعالى أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله أشد فرحا  بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها .19 وورد عنه (عليه السلام) في قوله تعالى: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) *: هذه فيكم ، إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل ، فيكون هو الذي يلي حسابه... حتى يوقفه على سيئاته كلها ، كل ذلك يقول : أعرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات ، قال : فترفع صحيفته للناس فيقولون : سبحان الله ، أما كانت لهذا العبد سيئة واحدة ؟ !20
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى داود النبي على نبينا وآله وعليه السلام : يا داود ، إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب ذلك الذنب واستحيى مني عند ذكره غفرت له، وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ، ولا ابالي وأنا أرحم الراحمين .21
وبعد ازالة الاغلال والقيود التي اثقلت كاهل العبد وكانت تغل جناحيه نحو العروج ، وتقيّد يديه عن المسير والحركة (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ  .22
تبدأ الروح بتنفس الصعداء فتأخذ بالترقي والتكامل الى عالم الملكوت والمعنى بعدما كُبّلت بالعالم الطبيعة الخداعة ( يأيتها النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي .23

متعلقات التوبة:
تبقى هناك جملة من المتعلقات في ذمة العبد لا مناص من الاتيان بها إن كانت مستقرة في ذمته : كالواجبات والحقوق الشرعية فيجب  قضاء ما فات من الصلاة والصوم والحج ان استقر في ذمته ودفع الحقوق الشرعية وإرجاع حقوق الناس ان كان لهم في ذمته او الاستبراء منهم لإسقاطها ، وطلب العفو ممن ظلمهم والاستغفار لهم  ، والأولى في الجميع الرجوع الى الفقيه لمعرفة ما يجب عليه وما يجب فعله.
 قال علي عليه السلام (عليه السلام): إن للاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على ستة معان : أولها الندم على ما مضى ، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا ، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم... والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها ، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد ، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند ذلك تقول : أستغفر الله .241- سورة الانعام اية 122
2- ميزان الحكمة ج 1 ص 339
3- نفس المصدر 
4-سورة الانعام اية 12 
5- سورة الزمر اية  7
6-غرر الحكم ج 1 ص 9
7- سورة الزمر اية 56
8-سورة ابراهيم اية 34
9-ميزان الحكمة ج3 ص 334
10- ميزان الحكمة ج 7 ص 142 
11-سورة هود اية 91
12-فاجعة الطف ص 12
13-سورة التوبة اية 118
14-نفس المصدر
15-ميزان الحكمة ج1 ص 337
16-نفس المصدر
17- نفس المصدر
18 - سورة البقرة اية 222
19-وسائل الشيعة ج 16 ص62
20- ميزان الحكمة ج 1 ص 340
21- نفس المصدر
22-سورة الاعراف اية157
23- سورة الفجر اية  30
24- نهج البلاغة ج4 ص69




تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي