وَجَاءَهُ قَوْمُهُۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّـاتِ قَالَ يَقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ
قال تعالى (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ ۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّـاتِ قَالَ يَقَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ف ٱ تَّقُواْ ٱ للَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ) .(1) [1] أليس منكم رجلٌ رشيد؟ الآية المباركة تناولت جانبا من قصة نبي الله لوط (عليه السلام) مع قومه، الذي كان يعيش بين ظهرانيهم، وكان قومه يمارسون أرذل فاحشة لم يسبق ان مارسها أحد قبلهم من العالمين كما ذكرّهم نبيهم بذلك لعلهم يتعظون (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ) (2). [2] وفي الآية المباركة عدة ملاحظات مهمة: الأولى : ان الآية المباركة عبرت عن قوم لوط مباشرة من دون توطئة وتمهيد (وَجَاءَهُ قَوْمُهُ) اشارة الى العجلة من امرهم دون تأخير وتأني بسبب سكرة الشهوة، واستبشار بارتكاب الفاحشة (وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ))3 الثانية : وأن عبارة (قوم) تشير ظاهرا بان جمعا كبيرا قد جاء الى نبي الله لوط (عليه السلام) لارتكاب الفاحشة، فالقوم هم جماعة من الناس ويدل عليه لف