التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول النفاق




النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله(ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1.
وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى .
والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)2 وقوله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ )3 وقوله تعالى(وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ. )4 
وأخرى يكون النفاق في الاخلاق فيظهر للناس الصلاح والتزامه بمكارم الأخلاق ولكن باطنه الفساد والعمل بمساوئ الأخلاق ومن امثلة ذلك ان يظهر المنافق المودة والمحبة للآخر و يستبطن البغض والكراهية او ان يظهر الاجلال والاحترام للآخر عند حضوره ولكن إما أن يغيب عن ناظره حتى يقوم بأكل لحمه بما لا يرضى من القول ولذا امير المؤمنين عليه السلام يقول: الغيبة آية المنافق .5
ومن المعلوم أن النفاق من أعظم الذنوب قبحا وجرما في الشريعة المقدسة لوجود الازدواجية في العقيدة والأخلاق والتعامل والتعايش مع نوعه حيث يتخّفى المنافق بقناع مزيف يضعه على شخصيته الظاهرية ليخدع الناس .
 وان هذا السلوك والأسلوب الثنائي حيث يكون المرء ذا لسانين وشخصيتين مزدوجتين يعد من أقبح الرذائل الاخلاقية ومخالف للفطرة السليمة وتنفر منه الطبائع البشرية فعن الإمام الكاظم (عليه السلام) في وصيته لهشام : يا هشام ! بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين ، يطري أخاه إذا شاهده ، ويأكله إذا غاب عنه ، إن اعطي حسده ، وإن ابتلي خذله .6
ما هي دوافع النفاق ؟ :
حينما يفقد المرء عنصر الإيمان لكون الدنيا صيّرها معبودةً وصنماً تُعبد من دون الله فحينئذ لا مقصد له إلا إشباع الغرائز ونيل المنُى حتى يعلو الصدأ والرين على القلب فيمرض ويقسو ويطفئ نوره ، وعندئذ لا يرى المرء حرجا وضيقا في الوصول والحصول على مقصده ومطلبه بأي طريق وسبيل ولو كان مخالفا للشريعة الاسلامية والفطرة الانسانية .
إن المبتلى بمرض تعاطي المخدرات عند استحكام هذا الداء الوبيل على صاحبه فإن الكثير من هؤلاء يضحّي بالغالي والنفيس ويفعل المنكر والقبيح من أجل الحصول على العقاقير المخدرة.
فالإنسان لماّ يصاب بخدر الدنيا وينخدع بزينتها وجمالها الكاذب يسعى لابتغاء مطلوبه بشتى الوسائل ولو ارتكب أقبح الرذائل الاخلاقية والانسانية كرذيلة النفاق.
فاذاً من أهم الدوافع والموجبات التي تسبب في إيجاد مرض النفاق في القلب هو حب الدنيا والإعراض عن الاخرة اما الاغراض فكثيرة منها الحقد والعداوة للإسلام والمسلمين والمنافع الدنيوية وغير ذلك .
ولأجل ان تنال الاطماع الدنيوية يتخذ كل منافق اسلوبه وطريقته في النفاق فتجد زمرة منهم يتخذون الدين سلمّاً للوصول إلى غايتهم فيتظاهرون بالتدين والتنسك والالتزام والكلام الطيب وهم بعيدون كل البعد عن ذلك فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إني أخاف عليكم كل عليم اللسان منافق الجنان يقول ما تعلمون و يفعل ما تنكرون .7
 ومنهم يتظاهرون بالأخلاق الحميدة فيتخذونها طريقا ومسلكا لنيل مآربهم ومنهم يتصّنعون في الكلام والمجاملة بألسنتهم المعسولة ويكثرون التملق ويتظاهرون بالمسكنة والتذلل وغير ذلك من الأساليب الشيطانية طمعا في المصالح والمنافع الدنيوية قال تعالى حاكيا عنهم (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) 8 وعن أمير المؤمنين عليه السلام  :المنافق وقح غبي متملق شقي.9 وعنه عليه السلام لسانه كالشهد ولكن قلبه سجن للحقد 10 وعنه عليه السلام : في وصف المنافقين (هم لمة الشيطان وحمة النيران أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون .11
إن هذا التباين في الظاهر والباطن في شخصية المنافق هو من أخطر ما يكون على الإسلام والمجتمع وعلى العلاقات الفردية والاجتماعية فضرر المنافق على الإسلام والمسلمين كضرر الجرثومة التي تلج في الأطعمة فتلوثها وتفسدها .
ولذا نجد الشريعة تحذر المسلمين من خطر المنافقين وتنذر المنافقين بعذاب أليم قال تعالى ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) 12 وقوله تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) .13
وهذه العقوبة الدركية السفلية الجهنمية تتناسب تناسبا توافقيا مع بواطنهم السفلية النتنة التي كانوا يعيشونها في عالمهم الدنيوي فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا النبي محمد ؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة.وعنه(صلى الله عليه وآله) : فيراهما جميعا. وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس فيه. 14
ولخطورة المنافقين على الإسلام والمسلمين نلاحظ الاستحباب الوارد من قِبل الشارع المقدس في قراءة سورة المنافقين كل أسبوع في صلاة جمعة أو صلاة الظهر لكي يكون المؤمنون في يقظة وحذر من زمرة المنافقين الذين يستترون بالإسلام والتدين وفي الحديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي صلاة الظهر بالجمعة والمنافقين فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة. 15

الحذر من مرض النفاق:  
أن الأمراض القلبية ومنها مرض النفاق هي كالأمراض التي تصيب بدن الإنسان فعند فقدان المناعة من جسم الإنسان يكون الجسم أكثر عرضة للأمراض فإذا لم يتوق المريض وقاية صحيحة تمنعه من الاصابة بالجراثيم والمكروبات يكون عرضة وهدفا للإصابة بالأمراض الخطيرة.
وكذا بالنسبة لطموح الإنسان المفرط وشغفه المستمر بتحصيل متع الحياة الكثيرة والمتنوعة تكون سببا لفقدان المناعة في مقاومة الأمراض المعنوية ، حيث تُسلب من الإنسان الرؤية الصحيحة والبصيرة الناجعة في تشخيص الطريق الحق حتى يصل الى مرحلة يتوسل بأية وسيلة وطريق لاستحواذ على مطلوبه ولو استعان برذيلة النفاق فيتعامل بالأخلاق والإنسانية والتملق والاجلال وما شاكل ذلك و يستبطن قلبه المريض بالأخلاق الفاسدة لأجل مصالحه .
اذاً فهذا المرض لم يأت من فراغ واتفاق بل هناك مقدمات وموجبات مهّدت الطريق وهيأّت الأسباب لتمرض القلب بداء النفاق واهمها عدم رسوخ الإيمان وثباته في قلب المنافق ولميوله إلى شهواته .
 وحينما يمرض القلب بداء النفاق تظهر علامات كثيرة في سلوك المنافق وفي اعماله واقواله فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): المنافق من إذا وعد أخلف، وإذا فعل أفشى، وإذا قال كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا رزق طاش، وإذا منع عاش. 16 وعنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث من كن فيه كان منافقا وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف .17 وعن الإمام السجاد عليه السلام قال : المنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي، إذا قام في الصلاة اعترض، وإذا ركع ربض، وإذا سجد نقر، وإذا جلس شغر، يمسي وهمه الطعام وهو مفطر، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر، إن حدثك كذبك، وإن وعدك أخلفك، وإن ائتمنته خانك، وإن خالفته اغتابك  18
 وقد تأتي خاطرة الى الذهن وهي كيف يكون المسلم العامل بالفروع كالصلاة والصوم.. . منافقا  ؟
يمكن توضيح ذلك من جهتين :
الجهة الأولى : أن نعت الخائن والكذّاب والمخلف للوعد بالنفاق وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم باعتبار هؤلاء يظهرون شيئا خلاف ما يستبطنونه فالكذاب يظهر الكلام الذي لا واقع له في الخارج ويدّعي صدقه وواقعيته ويستبطن خلافه والخائن يدعي ظاهرا الامانة وصونها وحفظها والحقيقة ليس كذلك والمخلف للوعد يدعي الوفاء بالوعد واحترامه والتقيد والالتزام به و يستبطن خلاف ذلك .
الجهة الثانية : أن الفرد عندما يتوفق بدخوله دوحة الإسلام ويصبح مسلما يعني هذا انه اقرّ على نفسه بالرضا والتسليم بشريعة الدين الإسلامي ووجوب الطاعة والعمل بأحكامه وتعاليمه و الالتزام بلوازمه ومن أحكامه حرمة الكذب والخيانة وخلف الوعد ووجوب التحلي والاتصاف بأضدادها  ... فإذا ما صدر منه ما يخالف ما اقرّ على نفسه يعني ذلك أنه ادعى شيئا ظاهرا وعمل خلافه وإن زعم أنه مسلم ، فالشارع المقدس يوجب على العبد المؤمن أن يكون ذا شخصية موزونة مستقيمة تتصف بالثبات والصراحة والوضوح والإخلاص ويكون متحليا بالشموخ والإباء عن كل رذيلة تحط من شخصيته ومنزلته وهذه المرتبة العالية انما تنال عند لجم شهوات النفس ورغباتها ويكبح جماحها والرضا بما قسم المنعم فالرضا بالموجود خير من اقتحام الحمى واتباع المنى ، ومن كرمت عليه نفسه زواها عن كل قبيح وعن كل ما يهوي بها الى الردى ، ومن هانت عليه نفسه لم يبال بالإذلال والمهانة ، وأن نُعت بالنفاق عند اهل السماء والارض عن علي (عليه السلام): ينبغي لمن علم شرف نفسه أن ينزهها عن دناءة الدنيا 19 وعنه (عليه السلام): من شرفت نفسه نزهها عن دناءة المطالب) 20 وعنه (عليه السلام): من لم ينزه نفسه عن دناءة المطامع فقد أذل نفسه،وهو في الآخرة أذل وأخزى!) 21
 اذاً فالشارع المقدس يؤكد على ضرورة الاستقامة والوضوح ويكون ظاهر العبد المؤمن كباطنه بل يكون باطنه اسمى وارقى من ظاهره فعن الإمام الباقر (عليه السلام): من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه ) 22
وعن الإمام علي (عليه السلام): لكل ظاهر باطن على مثاله، فما طاب ظاهره، طاب باطنه، وما خبث ظاهره خبث باطنه.23
وان هذه الشخصية المزدوجة المركبة من لسانين ووجهين مهما نالت من متع الدنيا فهي الى الزوال والاندثار ولكن بخلاف التبعات المؤلمة والخطيرة الناتجة من النفاق فهي مقرونة مع المنافق وتلازمه حتى تورده عذاب النار وتجلب له الخزي والعار ولذا نجد الآيات والروايات هددّت ذوي النفاق بالوعيد الغليظ والعذاب الشديد فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): يجئ يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه، وآخر من قدامه، يلتهبان نارا حتى يلهبا جسده، ثم يقال له: هذا الذي كان في الدنيا ذا وجهين وذا لسانين، يعرف بذلك يوم القيامة. 24 وعن الإمام الصادق (عليه السلام): من لقي الناس بوجه وعابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسانان من نار .25
 ولكن هذا المرض الخبيث يمكن علاجه وهذه الصفة القبيحة يمكن تغييرها من خلال الندم والتوبة والاستغفار فيرتفع عنوان النفاق ببركة التوبة والعزم على عدم العودة فالله تعالى برحمته وكرمه وعفوه شملت توبته أهل النفاق الذين كانوا يدعون الاسلام كذبا ونفاقا حال توبتهم وإسلامهم وإخلاصهم لدينهم قال تعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بالله وأخلصوا دينهم لله فاولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما . ٢٦

1- ميزان الحكمة ص 445
2-سورة المنافقون آية  1
3- سورة النساء آية  142
4- سورة التوبة آية  54
5-غرر الحكم ج 1 ص 143
6-ميزان الحكمة 10  ص 445
7- غرر الحكم ج1 ص "312
8-  سورة المنافقون آية 1
9-غرر الحكم ج ج 312
10-نفس المصدر 
11-نفس المصدر
12-سورة المنافقون آية 4
13- سورة النساء آية  145
14-ميزان الحكمة ج 8 ص 142 
15-وسائل الشيعة ص 101
16-ميزان الحكمة ج 10 ص 447 
17-نفس المصدر 
18-نفس المصدر
19-غرر الحكم ص 79
20-نفس المصدر ص 148
21-نفس المصدر ص 405
22-مشكاة الانوار ص 246
23-غرر الحكم ص 327
24-الخصال 46
25-وسائل الشيعة ج 12 ص 257
26-سورة النساء آية 145










 

تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي