هناك جملة من التفسيرات في خصوص ما المراد من
( دابة الارض ) التي لا مناص من حدوث تلك الاية الالهية في اخر الزمان قبيل البعث ، وهنا نذكر عدة ملاحظات :
الملاحظة الاولى : ان الدابة تطلق على كل شيء يدب على الارض سواء كان انسانا او حيوانا او غيره .
الملاحظة الثانية : من هذه الدابة ؟
هناك عدة اراء في ذلك نذكر بعضها :
اولا : قيل ان المراد من الدابة هو حيوان غير مألوف يخرج في اخر الزمان فيكلم الناس عن الايمان والكفر ويمّيز المؤمنين عن المنافقين بعد انتهاء الامر وفوت التوبة والايمان لكشف الغطاء وظهور الايات الغيبية.
ثانيا : ان المراد من الدابة هو انسان يخرج في اخر الزمان لديه قدرة فعّالة في تشخيص المؤمنين من المنافقين وهذا الرأي يميل اليه اغلب الامامية اذا لم نقل كلهم.
ولكن من هذا الانسان ؟
هناك عدة روايات تشير بان تلك الدابة هو امير المؤمنين ( عليه السلام ) ففي تفسير علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّ رجلا قال لعمار بن ياسر: في القرآن آية شغلت بالي وجعلتني في شك قال عمار: أيّةُ آية هي؟
قال: آية ((وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ))
فيقول عمار: والله لا أجلس على الأرض ولا آكل طعاماً ولا أشرب ماءً حتى أريكها.
ثمّ يأخذه عمار إلى الإمام علي(عليه السلام) وهو يأكل طعاماً فلما بصر به الإمام علي ناداه فجاء عمار عنده وأكل معه!.فتعجب الرجل ولم يصدق هذا المشهد، إذ كان عمار قد حلف ووعده أن لا يجلس على الأرض ولا يأكل ولا يشرب حتى يريه دابة الأرض، فكأنّه نسي وعده!.فلمّا قام عمار وودّع عليّاً.. قال له الرجل: عجيب منك أن تقسم بالله أن لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس على الأرض، حتى تريني دابة الأرض!..
فقال له عمار: أريتكها لو كنت تعقل.
وينقل العلاّمة المجلسي(رحمه الله) في بحار أنواره عن الإمام الصادق(عليه السلام)قال:
انتهى رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى أميرالمؤمنين(عليه السلام) وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحرّكه برجله، ثمّ قال: قم يا دابة الله، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أنسمّي بعضنا بعضاً بهذا الإسم؟
فقال لهم: «لا والله ما هو إلاّ له خاصّة وهو الدابة التي ذكر الله في كتابه ((فإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلّمهم أنّ النّاس كانوا بآياتنا لا يوقنون ))
ثمّ قال: يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة، ومعك ميسم تسم به أعداءك» والمراد من الميسم شيء يُعّلم ويميّز به .
ثالثا : ويقول المرحوم ابو الفتوح الرزاي في تفسيره في ذيل الاية : طبقا للاخبار التي جاءتنا عن طريق اصحابنا فان دابة الارض كناية عن المهدي
(صاحب الزمان).
ومع الاخذ بنظر الاعتبار لهذا الحديث والاحاديث المتقدمة يمكن ان يستفاد من دابة الارض مفهوم واسع ينطبق على اي امام يخرج في اخر الزمان ويميز الحق من الباطل .(١)
١- نقلا عن تفسير الامثل
تعليقات