قال تعالى ( ذلك الدينُ القيّم ):
توجد عدة ملاحظات في الآية المباركة :
الملاحظة الاولى : في ضمير الاشارة ( ذلك ) حيث الاية المباركة عبّرت بذلك ) ولم تعّبر ب ( هذا ) وهو ضمير إشارة للقريب ومثله قوله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ولم تقل هذا الكتاب ؟
قيل في ذلك أن ضمير الإشارة لبعيد يدل على الرفعة والعلو والعظمة فالعظمة الدين وعلوه ومكانته جيء بضمير ( ذلك ) .
الملاحظة الثانية : ما معنى الدين ؟
تارة يطلق الدين و يراد به يوم الجزاء وهو قوله تعالى( مالك يوم الدين ) واخرى يطلق ويراد به الدين : هو مجموعة من التشريعات والقوانين الالهية ، وان اغلب الناس لديهم انتماء ديني يدينون به ثم يُدانون ويحاسبون عليه يوم الدين ، ولكن دين مسلمين هو دين الإسلام قال تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام )
الملاحظة الثالثة :أن لفظة ( القيّم ) فيها عدة وجوه:
الأول : أن القيّم من بمعنى المكانة والمنزلة العظيمة والرفيعة وهناك اشارة لذلك قوله تعالى ( فيها كتب قيّمة ) أي عظيمة الشأن والمنزلة .
الثاني : أن القيّم من القيام بمعنى الاعتدال وعدم الانحراف والاعوجاج مثلا تقول عمود منتصب وقائم أي لا اعوجاج ولا ميلان فيه .
الثالث : أن القيّم من القيمومة بمعنى الهيمنة أي أن هذا الدين مهيمن وقيّم على جميع الأديان السابقة .
وللاسف ان اكثر الناس لا يعلمون بقيمته ومكانته سواء كان الناس من المسلمين او غيرهم فهناك شريحة كبيرة من المسلمين تجهل عظمة هذا الدين فدينون عملا بدين وثقافة غيرهم وإن كانوا يقرون ظاهرا بدين الاسلام فضلا عن غيرهم من الديانات الاخرى التي تجهل قدر هذا الدين الشريف .
تعليقات