التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول ( مرض الكذب )

الكذب : هو الكلام الذي لا واقع له في الخارج وهو ممقوت ومبغوض عند جميع الاديان ومخالف لفطرة الانسان والعقل يحكم بقبحه بعكس ضده فهو من الحِسان إلا من شذّ عن الاصل فلا يعتد بقوله  
الغاية تبرر الوسيلة:
تتردد على ألسُن جملة من الافراد مقولة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وهي مستوحاة من كتاب -الامير - لميكافيلي ومفادها : انه يجب تحصيل الهدف ونيل المراد ولو توسل الفرد بأساليب ووسائل منافية للأعراف والأديان معللا ذلك بضرورة الغاية وهذا يعني ان الساعي للغاية والهدف ولو اهلك العباد والبلاد او تسبب في تعريض سمعته ومكانته الاجتماعية والأخلاقية الى الهتك والإهانة فلا ضير عليه لان غايته الدنيوية اقدس واشرف في نظره ومبادئه .
  وإننا لو سبرنا فكرنا ونظرنا الى العلل والموجبات التي دعت الفرد الى استعمال الكذب مع علمه المسبق بان الكذب مبغوض وممقوت ومحرم في الاسلام ومخالف لفطرة الانسان وانه يهدم المروءة ويجلب المقت والمهانة فمع هذا وذاك نراه لا يعبأ بهذه النتائج كلها وسنصل الى نتيجة مؤلمة وهي ان هذا الفرد يسعى للوصول الى مآربه وغاياته وأهدافه ولو ضحى بسمعته وأخلاقه وتعريض نفسه للمقت والعقاب عند ربه ولسان حاله( ان الغاية تبرر الوسيلة )    .
ان هؤلاء النماذج موجودون وكثيرون في التاريخ البشري ولا يخلو منهم زمان فهؤلاء انخدعوا بمتع الدنيا الفانية وزخارفها البالية وشهواتها العابرة التي آثروها على طاعة الله تعالى فعرّضوا انفسهم لإنزال سخطه ومقته . 
ان الكذّاب مهما طال به الزمان لإخفاء كذبه وبالأحرى مرضه فان له يوما يبان كذبه ويكتشف امره بين الناس ويشتهر بينهم بالصغار روي أمير المؤمنين عليه السلام :(الكذب في العاجلة عار وفي الآجلة ]الآخرة[ عذاب النار
فكيف يرضى ذو لب أن يتسبب لنفسه العزيزة والكريمة بالذل والمهانة والضعة والسمعة السيئة بين الناس من أجل حفنة من المنافع الزائلة ؟
إن هذه المسالك والأساليب الملتوية النابعة من الجهل ومن مرض القلب وتلوثه بحب الدنيا إنما يخدع ويكذب المرء على نفسه قال تعالى (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ  .2
وأن أهدافه و مآربه الدنيوية التي يسعى لتحقيقها بواسطة الكذب كاستدرار وجوه الناس اليه او لرفع منزلته عندهم او لدفع الشبهات عن نفسه او لنيل منافع مالية وغيرها من الأغراض الدنيوية التي قام بافتعالها كذبا وزورا فهي نعم تفنى وملك يبلى ومكانة وهمية زائلة.
 وان هذا الغايات الدنيوية ولو نالها برمتها وشعر الكذاب بالانتصار والظفر فهي سرعان ما تكون وبالا ونقمة عليه وسيحمل أثقالها على ظهره ألا ساء ما وزر قال سبحانه (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
والحق لمن اراد تحصيل الغايات النبيلة والأهداف العظيمة أن يوجّه قلبه وبوصلته الى خالقه ويتوسل بأهل كرامته ويلتزم بدين الله وتعاليمه المباركة فهو المسلك الاوحد وسبيل الأنجع ، فمثلا من أراد العزة والمكانة والهيبة إنما تنال بطاعة الله تعالى فطاعته تورث العزة روي رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يقول كل يوم : أنا ربكم العزيز ، فمن أراد  فليطع العزيز
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): من أراد عزا بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته
ولكن بخلاف الكذب فانه يورث الذل والمهانة روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): الكاذب مهان ذليل
وأما استعمال الكذب بخلق وإيجاد اوصافا وفضائل في حقه لاستمالة قلوب الناس إليه وبغية النظر إليه بالإجلال والعظمة فإن قلوب الناس هي بيد الله تعالى فهو يحول بين المرء وقلبه فكيف بقلوب الناس ؟ ولو اعمل المرء كل أساليبه من الحيل والخدع والكذب لاستمالة قلوب لن يفلح أبدا إلا أن يشاء الله تعالى  .
 اذا فالأهداف المشروعة يمكن تحصيلها بالوقوف على باب الكريم والتضرع والدعاء إليه تعالى وتطهير القلب من الوسائل والأساليب المحرمة لا بالمراوغة واستعمال الكذب والحيل للوصول الى الاهداف والغايات .
 روي عن علي عليه السلام : قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه فمن طهر قلبه نظر إليه
وإن باب الكريم مفتوح لعباده والأرزاق نازلة من فيضه ويداه مبسوطتان بالخير والعطاء ورحمته شملت اهل الطاعة والمعصية المقبل عليه والمدبر عنه (يا مَنْ يُعْطِي الْكَثيرَ بِالْقَليلِ ،يا مَنْ يُعْطي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً( كَيْفَ اَرْجُو غَيْرَكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدِكَ )  
الكذب آية المنافق :
من المعلوم ان الهدف الاسمى من بعثة الأنبياء وتشريع الشرائع هو إيجاد المجتمع الواعي المتحلي بالأخلاق السامية والمنّزه عن الرذائل ، والمتجافي عن الازدواجية في  الأخلاق والتعامل ونحن إذا دققنا وتمعنا في سلوك المنافق نلاحظ الازدواجية في حركته وسلوكه لعدم ولوج العقيدة الحقة في قلبه وخروجه عن الفطرة السليمة .
 ولذا نجد أن ظاهر المنافق يخالف باطنه فيستتر بالأعمال الحسنة الظاهرة لحفظ باطنه القبيح وكذا حال الكذاب في الازدواجية في التعامل والسلوك والتعاطي مع غيره، فظاهر كلامه مخالف لباطن سريرته ومخالف للواقع الخارجي فلذا كان الكذب علامة المنافق لوجود التشابه في الازدواجية في التعامل روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): أربع من كن فيه فهو منافق، وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر .١٠
وروي عنه (صلى الله عليه وآله): آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائُتمن خان .١١
  الكذب يذهب بالبهاء :
مرّ الكلام في المباحث المتقدمة إن المؤمن ملزم بصيانة نفسه وحفظها من كل ما يرديها ويحط من شأنها ومكانتها ، ولا يخفى أن التلبس والاتصاف بالأخلاق الفاسدة هي موجبة في الحط من شخصية وسمعة الفرد المسلم ومن تلكم الاخلاق والأمراض المنافية للأخلاق هو الكذب فهو من الخلق القبيح والمهين ويذهب ببهاء المرء وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه عليه)1٢ وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ( كثرة كذب المرء تذهب بهاءه) .١٣
وإن المؤمن لن يتمكن ان ينأى بنفسه عن دائرة العقوبة والملامة والتقصير أمام الله سبحانه إلى بالالتزام بمكارم الأخلاق والامتثال لأوامره ومن تلك المكارم الأخلاقية التي دعا إليها الشارع المقدس هي خصلة الصدق والترفع عن الكذب فمن وصايا النبي (صلى الله عليه وآله ) لعلي عليه السلام قال : أوصيك يا علي في نفسك بخصال فاحفظها اللهم أعنه : الاولى الصدق فلا تخرج من فيك كذب أبدا)  ثم بيّن صلوات الله عليه وآله في نهاية الوصية أن في عدم الالتزام بهذا المنهج النبوي تكون النفس عرضة للسقوط والخسران فقال : وعليك بمحاسن الاخلاق فارتكبها ، وعليك بمساوي الأخلاق فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك .١٤
تفاوت درجات الكذب :
لا إشكال في حرمة الكذب صغيره وكبيره قليله وكثيره جده وهزله ولكن تختلف الحرمة شدة وضعفا من حيث الجهة التي وقع عليها الكذب ومن حيث الجهة التي صدر منها الكذب .
أما الاولى : أي التي وقع عليها الكذب فان الكذب على الله ورسوله وآياته هي أشدها حرمة وجرما كقوله تعالى (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ .١٥
 وقوله تعالى( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ .١٦ وقوله تعالى( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ .١٧
وورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):من كذب علي بني له بيت في جهنم يرتع فيه ) ١٨ روي وعنه (صلى الله عليه وآله): من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار .١٩
ومن الكذب الشديد اليمين الفاجرة وتسمى بالغموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم  بالنار وهو أن يُحلف بالله كذبا فروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم واليمين الفاجرة ، فإنها تدع الديار بلاقع من أهله .٢٠ وورد عن علي عليه السلام : أسرع شيء عقوبة اليمين الفاجرة ) ٢١ وتوجد أنواع أخرى أعرضنا عنها خشية الإطالة  .
وأما الثانية : وهي الجهة التي صدر منها الكذب فإن صدور الكذب من أشخاص  لهم مكانة وحظوة في الدين والمجتمع لا إشكال بانها تشتد حرمة وقبحا وجرما عند الله تعالى .
تأثير الكذب على القلب : 
 ان النفس الانسانية قابلة للترويض والتهذيب من خلال التحلي بالملكات الطيبة والفاضلة الى ان تصل الى درجة عالية من السمو والتقوى وتسمى في عرف علماء الأخلاق بالملكة حيث تصعب إزالتها من النفس بعد التمكن فيها ، وكذا النفس قابلة الى الاعتياد من خلال كثرة الممارسة وإن لم يُقصد ترويضها وتهذيبها فهي تصبح عادة مستحكمة في النفس يصعب زوالها .
 وهذا الاعتياد والتطبع لا يختص بالصفات الحسنة والأخلاق الحميدة بل يعم الاخلاق السيئة فما أكثر الصفات السيئة التي اعتاد وطبع الناس عليها وترسخّت في تصرفاتهم وأحوالهم .
وان القلب ليتفاعل مع كلا العادتين فإن العادة الطيبة تفيض طهارة ونقاوة وسعة وانشراحا على القلب وكذا يتأثر القلب بالعادات السيئة فيكون مريضا قاسيا مظلما فروي عن أمير المؤمنين عليه السلام ( تخير لنفسك من كل خلق أحسنه فإن الخير عادة .٢٢
وممارسة الكذب وكثرته يؤول الى ترّسخ هذه الصفة الخبيثة في النفس بحيث يصل الفرد الى درجة لا يرى أي حرج عند إرادته الكذب .
ثم إن القلب ليّسود ويظلم من كثرة الكذب بحيث يصبح قطعة سوداء فلا يبقى فيه موضع للصدق وقد أشار لهذه النكتة رسول الله (صلى الله عليه وآله) روي عنه : لا يزال العبد يكذب ويتحرى لكذب فتنكت في قلبه نكتة حتى يسود قلبه ، فيكتب عند الله من الكاذبين .٢٣
وروي عن الإمام علي (عليه السلام): ما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق، فيسمى عند الله كذابا.٢٤



١- غرر الحكم ص ١٤٢
٢- سورة الانعام اية ٢٤
٣- سورة الانعام اية ٣١
٤- ميزان الحكمة ج٦ ص ٢٩٨
٥- نفس المصدر 
٦- غرر الحكم ١٤٣
٧- غرر الحكم ٢٥
٨- مفاتيح الجنان 
٩- مفاتيح الجنان
١٠- ميزان الحكمة ج ١٠ ص ٤٤٨
١١ - نفس المصدر 
١٢ - نفس المصدر
١٣- غرر الحكم ١٤٣
١٤- وسائل الشيعة ج ١٥ ص ١٦٨
١٥- سورة الزمر اية ٦٠ 
١٦- سورة ال عمران اية ٧٨
١٨- سورة فاطر اية ٤
١٩- ميزان الحكمة ج ٢ ص ٢٠٢
١٩- نفس المصدر ص ٢٣٦
٢٠- نفس المصدر 
٢١- غرر الحكم ص ٣١٦
٢٢- غرر الحكم ١٦٩ 
٢٣- ميزان الحكمة ج ٨ ص ٤٠٥

٢٤- مشكاة الانوار ص ١٣٤

تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي