التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

أكثروا من ذكر هادم اللذات


إن المداومة على ذكر الموت وما بعد الموت من أهم العوامل المؤثرة في جلاء وصقل القلب من الرين والغفلة وهو خير معين في ردع النفس عن اقتحام المحرمات باعتبار ميل النفس الى الشهوات واللذات وان كثرة ذكر الموت ينير العقل ويحيي القلب فيهدم اللذات ويضعف النفس عن الميول لمتع الحياة وكذلك كثرة ذكر الموت فهو خير سبيل لمحبة الله سبحانه لعبده ولذا ورد عن رسولنا الكريم(صلى الله عليه وآله):أكثروا من ذكر هادم اللذات ، فقيل : يا رسول الله فما هادم اللذات ؟ قال: الموت ، فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت ، وأشدهم له استعدادا.1 وروي عنه (صلى الله عليه وآله ):من أكثر ذكر الموت أحبه الله .2
 أن طالب الدنيا منهوم لا يشبع وساع لا ينصب، وجذوة الحرص على نيل متع الحياة الدنيوية لا تبرد لهيبها وطول الامل في البقاء لا ينقطع آمده ، والإحساس بالظمأ والوله يزداد شغفا وترّسخا في النفس كلما طال به العمرُ ، فلا يشعر بالملل والكلل والشبع روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب دنيا، فأما طالب العلم فيزداد رضى الرحمن ، وأما طالب الدنيا فيتمادى في الطغيان )3 وروي عنه( صلى الله عليه وآله ) وروي انه قال : يهرم ابن آدم ويشب منه اثنان : الحرص على المال ، والحرص على العمر .4
ولذا يأتي دور وفاعلية كثرة ذكر الموت لكي يزيل الصدأ والغبار الغليظ التي تعلق على القلب فيطّهره من تلوثه ومرضه ويرفع الغطاء والغشاء على عين القلب ليرى بواطن الدنيا الكاذبة على حقيقتها وأنها لتأخذه بزمامها وحبائلها لتلقيه إلى دركات الجحيم فروي انه قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): : إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء قيل : وما جلاؤها ؟ قال: كثرة ذكر الموت ، وتلاوة القرآن.5
ان كثرة ذكر الموت هو اعادة حساب ولملمة الاوراق والقضاء على التخدير والسبات الحاصل نتيجة الانكباب على الدنيا والإغفال عن الاخرة قال تعالى ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقون 6 .
ان الآية المباركة تريد تحريك وتنشيط فكر المؤمن ليتفكر ويتدبر في نفسه ويسألها ماذا قدمتِ واعدتِ لأخرتِك يوم فقركِ وفاقتك ؟ والإعداد والاستعداد انما يتحقق بالتقوى والعمل الصالح والإعراض عن التقوى هو نسيان لله تعالى وبالاحرى هو نسيان للنفس فالذي لا يسعى لتزود بالعمل الصالح ليوم فاقته ويبقى يعيش النسيان والاهمال لتلك المواقف الشديدة فقد زج بنفسه في زمرة المنسيين في يوم القيامة قال تعالى (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ )7وقال سبحانه (فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .8
فهذا النسيان حقيقته أن الفرد خرج وفسق عن نواة الشريعة وتعاليمها ، ودوافع الفسق وعلله ناتجة بسبب الإقبال الى الدنيا وزخارفها الخداعة وان من اهم الوسائل والعوامل للإيقاظ النفس وإشعاع النور في القلب الغافل وإرجاعه الى جادة الصواب التي لا اعوجاج لها هو كثرة ذكر الموت وأحواله وما بعد الموت.
فإذن فكثرة ذكر الموت هو بمثابة أجراس تحذير وتنبيه للغافل والضال كالذي يمشي في ليل مظلم بغير إنارة ودليل وقد أضل الطريق وأمامه منحدر خطير لا سبيل له من النجاة إنْ استمر بالمسير ثم يسمع اجراسَ تحذير تنذره بالهلاك فيتقهقر ويسلك طريق النجاة فيشرق له نورٌ من البعيد ذلك النور هو نور النجاة فتنتابه النشوة والسعادة والفرح لأنه صان نفسه من الهلكة ونجّاها من السقوط في الردى .
نعم فذكر الموت له فاعلية كبيرة في التأثير لمن القى سمعه ، وفتح قلبه ، وخشي ربه وخاف من فجأة الموت، وشدة صولته ، وعظيم نزوله ومورده ، لا يفّرق بين الشريف والوضيع ، وبين الصغير والكبير ، وبين المعافى والمريض كلهم عنده على حد سواء ومن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام لمحمد بن بكر حين قلدّه مصر قال له : ... فَاحْذَرُوا عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمَوْتَ وَقُرْبَهُ وَأَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَخَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا وَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلنَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَأَنْتُمْ طُرَدَاءُ اَلْمَوْتِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَانْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَهُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ اَلْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ اَلدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ وَحرُّهَا شَدِيدٌ وَعذَابُهَا جَدِيدٌ دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ وَلاَ تُسْمَعُ فِيهَا َدعْوَةٌ وَ لاَ تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ وَإِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اَللَّهِ وأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّ اَلْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْهُ وَإِنَّ أَحْسَنَ اَلنَّاسِ ظَنّاً بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً للَّهِ .9
من المؤسف أن جملة من أهل الدنيا يتطيرون من الموت وذكره فإذا ما قام فرد بتذكيرهم بالموت والقبر وظلمته ووحشته حتى قطعوا حديثه ودعوه بتغيره موضوعه وكلامه او لوّوا وجوههم عنه ، لا يريدون ان يوقظهم من احلامهم الكاذبة ودنياهم الخادعة هؤلاء يتطيرون ويخافون من ذكر الموت فكيف إذا نزل بساحتهم وهم في غفلة معرضون ؟ وكيف بهم اذا حلّ بواديهم وهم لم يستعدوا ويعدوا له مؤونته وعدته واهبته ؟ اما المؤمن الذي كان الموت شغله الشاغل خشية ان يرميه بسهمه الموتور في أية لحظة فيورده الهلكة فقد شمّر عن ساعديه وراح يعد له عدته ويحمل له زاده لعلمه وايمانه بانه مقبل على سفر طويل محفوف بالمخاطر والعقبات ينقطع فيه العمل ولا يفيد فيه الندم قال تعالى( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) 10
روي عن الإمام علي (عليه السلام) - من وصاياه لابنه الحسن (عليه السلام) -: أكثر ذكر الآخرة، وما فيها من النعيم والعذاب الأليم فإن ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك، وقد نبأك الله عنها، ونعت لك نفس .11
اذن فذكر الموت يعطي حافزا للتذكير والتفكير بأن ينظر الإنسان أنه سيقف بين يدي الله تعالى ويحاسب على ما قدّم وأخر وان الموت هو الفاصل والمائز أما سعادة أبدية أو شقوة أبدية فهذا التذكير والمحاسبة يكون له عامل محركية وعامل زجرية أما عنصر المحركية فيجعله يتحرك وينبعث نحو الإتيان الاعمال الصالحة التي تمّهد وتعّبد له آخرته والتي اليها منقلبه وفيها مستقره، وعنصر الإمساكية والزجرية يجعله يمسك وينزجر عن الأعمال السيئة التي تتسبب له الوقوع في الهاوية ودركاتها فروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الموت الموت ! ألا ولابد من الموت ، جاء الموت بما فيه ، جاء بالروح والراحة والكرة المباركة إلى جنة عالية لأهل دار الخلود ، الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم ، وجاء الموت بما فيه بالشقوة والندامة وبالكرة الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور ، الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم .12
الحرص على العمر :
ان الحرص والبخل على العمر يعدان من مكارم الاخلاق اذا ما كان الهدف اخروياً والنية منصبة على بذل الجهد في تحصيل الزاد ليوم المعاد فيعد الشح على العمر وعدم هدره في التفاهات من الكمال المطلوب فروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك .13 وروي عن علي (عليه السلام): إن المغبون من غبن عمره ، وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه .14
فإن عمر الانسان هو رأس ماله ويجب عليه أن يربح فلا مجال للخسارة لاستحالة التعويض وطول العمر مجهول مدته والجهل بالعمر له فوائد نذكر فائدتين : 
الفائدة الاولى : هو الحرص على أوقات العمر من التلف والهدر والتفريط فيما لا يجب وينبغي والعكس هو المطلوب وهو السعي فيما يجب وينبغي .
الفائدة الثانية : وأن الجهل بسنين العمر يجعل الفرد يعيش الخوف والقلق من فجأة الموت لأنه اذا نزل الموت انقطع العمر وانقطع تبعا لذلك التزود والسعي فالمطلوب التزود بالعمل الصالح خشية فجأة الموت.
فروي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة لأنهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة ، والآخرة طالبة ومطلوبة ، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته .15
ان اتلاف العمر في امور لا تثمر في التزود للآخرة بالعمل الصالح لهي من أشد الحسرات يوم عرض الأعمال ، ومن العجيب ما نسمع تداوله على ألسنة البعض مقولة (نريد قتل الوقت لكثرة الفراغ ) هؤلاء واقعا هم يقتلون انفسهم بهدر أعمارهم في اللهو واللغو ، فهل اعُطي عمر الإنسان لكي يتلفه و يهدره في التفاهات ؟ وهل جُعلت الدنيا هي الغاية والهدف حتى لا نهتم ولا نبالي بالإتلاف والتفريط ؟ فهذه العقيدة المريضة تكشف عن الغفلة والسبات فعن رسول الله صلى الله عليه وآله ( الناس نيام إن ماتوا انتبهوا) 16
إن كثرة الفراغ الذي يدعيه البعض انما هو نتيجة الانكباب و الإخلاد الى الدنيا ، ومن اللطيف وما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) - فيمن طلب الصيد لاهيا -: وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك ، شغله طلب الآخرة عن الملاهي - إلى أن قال : - وإن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل ، ماله وللملاهي ؟ ! فإن الملاهي تورث قساوة القلب وتورث النفاق . 17
وفي كلام  للأمير المؤمنين (عليه السلام) ردا على قول عمرو بن العاص : عجبا لابن النابغة ! يزعم لأهل الشام أني في دعابة ، وأني امرؤ تلعابة ، اعافس وأمارس ! لقد قال باطلا ونطق آثما.. أما والله إنه ليمنعني من اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة .18
 نعم إن المؤمن ليمنعه من اللعب ذكر الموت ولذا يسّخر عمره وطاقته في طاعة الله سبحانه وذلك بجعل الاخرة نصب عينيه .
وان الفوز بلقاء الله تعالى ونعيم الاخرة يحتاج إلى تفريغ النفس والسعي الحثيث والجهد الكبير قال تعالى:وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا . 19
فالطالب الذي ينتظره امتحان صعب وعسير فإن طموحه ورغبته في النجاح وحصوله على الشهادة العالية لا يدعان له مجالا وفراغا للعب واللهو لعلمه ان اللعب واللهو هو تفريط ومضيعة للهدف وحرمانه من تحصيل الشهادة  .
اذاً فكثرة ذكر الموت تجعل المؤمن حريصا على أيامه وأوقاته لأنهما رأس ماله والتفريط فيهما هو تفريط باخرته و نجاته وسعادته .

1- سنن النبي الأكرم ص 16
2- وسائل الشيعة ج 25 ص 264
3- ميزان الحكمة ج 7 ص 65
4-نفس المصدر ج 11 424
5-نفس المصدر ج 8 ص 340
6- سورة الحشر آية 19
7-الجاثية آية 34
8- السجدة آية 14
9-نهج البلاغة
10- سورة البقرة آية 197
11- تحف العقول ص 17
12-ميزان الحكمة ج 9 ص 327
13-اعلام الدين ج 13 ص 4
14-ميزان الحكمة ج 7ص236
15-تحف العقول ص 96
16-عوالي اللآلي ج14 ص 26
17- نهج البلاغة 
18- مستدرك سفين البحار  
19- سورة الإسراء آية . 19

تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي