قال تعالى ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾،فَوَقاهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ….إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا (22).
في هذه الآيات الشريفة توجد التفاتات ولطائف جميلة نذكر جملة منها :
اولا : في الضمير في كلمة ( حُّبه ) فهناك قولان في شأن ضمير ( الهاء ) لمن يعود ؟ قيل يعود الى الطعام أي أن أهل البيت (سلام الله عليهم ) قد قدموا الطعام مع حاجتهم الشديدة إليه واطعموه الى المسكين واليتيم والاسير ) وقيل الضمير عائد إلى الله تعالى فلأجل حبهم لله تعالى أطعموا الطعام .
ثانيا : أن الطعام كان خالصا من جميع الشوائب و الأغيار الدنيوية بل الاخروية ايضا انما كان منحصرا لوجه الله تعالى ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ ) .
ثالثا : انهم ( سلام الله عليهم ) حينما قالوا( لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا ) هذه المقولة من المستبعد جدا أن تكون بلسان المقال بل انما بلسان الحال (أي نياتهم انطوت على ذلك) لأن ذلك قد يتسبب في إحراج الطالب والسائل حينما يقال له ( تفضل الطعام لا نريد منك جزاءً ولا شكورا ) ١.
رابعا : فهم ( سلام الله عليهم ) لم يريدوا الجزاء من المسكين واليتيم والأسير إنما تصدقوا لخوفهم من يوم عبوس قمطريرا فجاءهم الجزاء من الله تعالى وهو قوله تعالى (فَوَقاهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ..إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً..) وهذا الخوف من النار لا ينافي عبادة الاحرار !!.
خامسا : وانهم ( سلام الله عليهم ) لم يريدوا الشكر والثناء على عملهم من المسكين واليتيم والاسير فكان لسان حالهم ( لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا )
فجاء الشكر من ربهم جلّ جلالُه وهو قوله تعالى (وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ).
١- هذا الرأي مضمونه مأخوذٌ من الشهيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)
تعليقات