احترام آراء ورغبات الاولاد
من المسائل الضرورية والمفيدة وجودها في أخلاقيات المربي ان يحترم آراء ورغبات الأولاد بحيث لا يكرههم ويجبرهم على اشياء وامور هم في قرارة انفسهم غير مقتنعين بها ولا يرغبونها كالضغط عليهم في مسالة اختيار الزوج او الزوجة او اختيار الاختصاص الكذائي فيما يخص الجانب الدراسة الى غير ذلك من الأمور التي لا تنسجم مع رغباتهم وطموحاتهم النفسية والذوقية . ولكن هذا لا يعني ان يبتعد المربي عن مسالة تقديم النصائح والتوجيه لأولاد لان في كثير من الاحيان يكون الأولاد غير مدركين ومستوعبين لرغباتهم النفسية والعقلية ويظنونها عين الصواب وهي السليمة والصحيحة ولذا لابد ان يقدم المربي النصح والتوجيه اللازم لهم وفي نفس الوقت لا يجبرهم ويكرههم بالقوة على طاعته واستماع لقوله وتحقيق رغباته اذا كانت منافية للدين والأخلاق والرغبات العقلية والنفسية الصحيحة . ان التجربة أثبتت فشل الكثير من الرغبات والقرارات التي صدرت من قِبل الوالدين في حق أولادهم لانها كانت تضاد نفسية وعقلية رغبات الأولاد . فقد لا ترغب البنت في الارتباط الزوجي مع الشخص الذي أجُبرت الى قبوله من طرف والديها وبالتالي يؤول الزواج بالنهاية الى الفشل وحدوث المشاكل الكثيرة بسبب إرغام البنت على القبول . فالمسألة يجب ان تدرس من جميع حيثياتها النفسية والعقلية والدينية لا ان تسيطر الجوانب العنصرية او العصبية او الأطماع على نفسيات وقرارات الوالدين فربما يتحرك الوالدان في اجبار البنت او الابن على الزواج مثلا من دوافع عنصري كتزويج البنت على أساس القرابة او الطبقية او من اجل مطامع دنيوية كالمال والسمعة والجاه والمنصب وبالنتيجة يكون ضحيتها الاولاد . فيجب ان يتفهم الوالدان جيدا بان الزواج او غير ذلك ان المباشر والمعاشر الواقعي بالنهاية هم الأولاد وليس الوالدين ؟ فإذا لم يكن هنالك رغبة وقبول ورضا وانسجام وحب فقد تكون تلك القرارات فاشلة وخطيرة على الجميع . فليس من الصحيح ان لا تجل وتحترم رغبات وطموحات الأولاد لأننا نريد تحقيق رغباتنا ولو على حساب كراهية رغبات الأولاد إنما علينا أعطاهم مساحة من التفكير والرضا والمناقشة الايجابية حول مستقبلهم وحياتهم التي يعيشونها في السراء والضراء لا ان نقرر نيابة عنهم فيما لا يريدون . |
تعليقات