التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

بحث حول القلب المعنوي

                                       







قد اهتمت الشريعة المقدسة اهتماما كبيرا ومن خلال الآيات والروايات بضرورة صيانة قلب المؤمن وحفظه من التلوث والقسوة ومن أدران الدنيا واوساخها ومن مساوئ الأخلاق فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال (حاربوا هذه القلوب فإنها سريعة العثار )١
وأولت العناية الشديدة بضرورة مراقبة القلب وما يرد عليه خشية نكوسه وقسوته وإماتته ، لان القلب يمرض ويقسو ويزداد تحجّرا كلما توغل الفرد بالرذائل وانشغل بمتع الحياة ونيل اللذائذ الفانية وكان شغله الشاغل وهمه الاوحد هو النهم والاستيلاء على شهوات الدنيا قال تعالى( ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) 2
فيصل القلب الى اتعس وأسفل دركات الدس والطمس من التمرّض والتلوث بعالم الطبيعة بحيث يصل الى مرحلة ان المواعظ ونداءات الحق لا تجدي نفعا ولا تأتي أكلها فيه، ومن الاشارات الى هذه النكتة كلام الامام الحسين عليه السلام لمّا خاطب جيشَ ابن سعد قال سلام الله عليه(... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟ ... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً . 3
ولخطورة هذه العاقبة والمآل ورد التحذير والتذكير على لسان الآيات والروايات على ضرورة وقاية القلب من التلف والتمّرض قال تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا .  4 وقوله تعالى( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) 5  وعن امير المؤمنين عليه السلام انه قال : ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب .6
ولأجل أن يبقى قلب المؤمن نورانيا مشرقا متألقا نلاحظ أن أهل البيت( عليهم السلام ) ومن خلال ارشاداتهم وتوجيهاتهم المباركة قد وضعوا اساليب وطرقا عديدة منها الاسلوب الوقائي والاسلوب التطهيري وأسلوب الترقي والاستنارة لا بأس أن نشير إليها باختصار :  
الأسلوب الوقائي : وهو اسلوب التحذير والتذكير والتنبيه من المفاسد والأضرار التي تُورث قساوة القلب وإطفاء نوره فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )  يقول : الغناء ينبت النفاق في القلب . 7  
وعن الإمام علي (عليه السلام): احتمل أخاك على ما فيه ، ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة ، واستعتب من رجوت عتباه . 8 والضغينة من أمراض القلوب.  9 وعنه عليه السلام ( إياك ومستهجن الكلام فإنه يوغر القلب.  10  
وعنه عليه السلام: حسن الظن راحة القلب و سلامة الدين (11) وعن الإمام الصادق (عليه  السلام): النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة. 12  
اسلوب الجلاء والتطهير : وعندما يتعرض قلب المؤمن الى المرض والتلوث يأتي دور العلاج وإعطاء الوصفة الفعالة لإزالة الأمراض كذكر الموت وتلاوة القرآن الكريم ومجالسة العلماء والصالحين وغير ذلك مما له دخل في جلاء القلب من  الرين والغفلة فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله ): . إن القلوب  لتصدأ كما  يصدأ الحديد قيل: يا رسول الله فما جلاؤها ؟ قال: قراءة القرآن وذكر الموت اقرؤوا القرآن أو ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا .13  وعن الإمام علي  (عليه السلام) ان الله سبحانه جعل الذكر جلاء القلوب تبصر به بعد العشوة وتسمع به بعد الوقرة وتنقاد به بعد المعاندة .14
وعنه عليه السلام : معاشرة ذوي الفضائل حياة القلوب ) وعن المسيح عليه السلام: يا بني إسرائيل، زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب، فإن الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر .15
الأسلوب الترقي والاستنارة : ثم يأتي أسلوب وعامل الترقي بقلب المؤمن الى اسمى  درجات الكمال المعنوي فعن علي عليه السلام : الذكر يؤنس اللب وينير القلب ويستنزل الرحمة . وعنه عليه السلام : البكاء من خشية الله ينير القلب ويعصم من معاودة الذنب). 4 وعنه عليه السلام (عليك بذكر الله فإنه نور القلب) وعنه سلام الله عليه . ( استديموا الذكر فإنه ينير القلب وهو أفضل العبادة) . 16 وعنه (عليه السلام): إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب، فكلما ازداد الإيمان عظما ازداد  البياض، فإذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله. 17
ومن الواضح ان قلب الانسان فيه قابلية الانفعال والتفاعل مع الأفكار والنظريات المختلفة التي تُعرض عليه خلال مسيرة حياته ، فإذا تغذَ فكر الانسان على العقائد الحقة وتحلّى بالآداب والأخلاق الصحيحة، تأّثر القلب تبعا لذلك الغذاء الفكري والروحي، وبانت علائم التأثر على أعماله وأفعاله وأقواله ، ويصبح القلب حينها 
حريم الباري ومستودع لإسراره ومحل فيضه فعن الإمام الصادق (عليه السلام): القلب حرم الله فلا تسكن حرم الله غير الله. (18)
ويكون القلب مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه واله في حق حارث الأنصاري (عبد نور الله قلبه ) ففي الكافي قال : استقبل رسول الله: حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك النعماني؟ فقال: يا رسول الله مؤمن  حقا، فقال له رسول الله: لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك ؟ فقال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي، وأظمأت هواجري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي و قد وضع للحساب ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : عبد نور الله قلبه أبصرت فأثبت.19
وفي البحار للمجلسي قيل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ): أين الله ؟ في الأرض أو في  السماء ؟ قال: في قلوب عباده المؤمنين ،20 وفي الخبر: قال الله تعالى: لم تسعني  أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع.  21 
ومن المفيد أن نذكر أننا إذا أردنا المحافظة على نقاوة القلب وطهارته لابد ان يُرفد القلب بالمواعظ والعبر لان بركات المواعظ ونسيمها الفواح لها دور مميز وكبير في المحافظة على نقاوة قلب المؤمن ، ومن وصية امير المؤمنين لابنه الإمام الحسن سلام الله عليهما وآلهما أنه قال: أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ اَلْمَوْتِ وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِ وَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ اَلدُّنْيَا وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ اَلدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اَللَّيَالِي وَاَلْأَيَّامِ وَاِعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ اَلْمَاضِينَ وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْ فَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَعَمَّا اِنْتَقَلُوا وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ اِنْتَقَلُوا عَنِ اَلْأَحِبَّةِ وَحَلُّوا دِيَارَ اَلْغُرْبَةِ وَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ فَأَصْلِحْ مَثْوَاكَ وَلاَ تَبِعْ آخِرَتَكَ بِدُنْيَاكَ...الخ 22
ويتطلب ايضا الابتعاد عن الأجواء التي تُعّكر صفوة القلب او تطفئ نوره فمثلا من جالس الاخيار ونال قسطا وافرا من المعنويات الروحية حيث شعر الفرد بتألق الروح وانشراح الصدر وذاق حلاوة ذكر الله والصالحين ووقف على أعمالهم الطيبة فليس من الانصاف واللائق أن يبادر الى مجالسة اهل الباطل واللهو وما شابههم لان ذلك مدعاة لتبّخر تلك الأجواء الروحية من القلب ويحل محلها من الكدورات ما لا يخفى على اللبيب  .
إذاً المؤمن لا يستغني عن المواعظ في حياته لصيانة قلبه من التلوث والغفلة ، فهي غذاء الروح والطاقة المستدامة وهي المنشطة للروح والبدن والباعثة نحو العمل الصالح .
وفي نفس الوقت ان المواعظ لها دور فعّال في هداية العباد ونيل المراد وإخراج الناس من الظلمات الى النور ومن الموت الى الحياة ومن قساوة القلوب إلى طهارتها قال تعالى : ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَ ) 23
وأما من اعرض عن المواعظ الحقة فلا ضير قد اسدل على عقله وقلبه بغشاء حب الدنيا فلا تنفع المواعظ حينها مهما كان قائلها ولذا نجد ان أمير المؤمنين عليه السلام حينما وعظ ذلك العبد الصالح الذي يُدعى - همام - بذكره لصفات المتقين فإذا بالرجل صعق ميتا لان ارضية قلبه كانت مؤهلة ومستعدة لتقبل المواعظ  وقد اضاف امير المؤمنين سلام الله عليه كلمة في غاية  الاهمية قال :( هكذا تفعل المواعظ  البالغة باهلها .24
فالمقتضي متوفر وهي المواعظ البالغة ولكن من الضروري ازالة الموانع من الكبر والانا و الإخلاد إلى الأرض حتى تشرق الارض بنور ربها .
وبعد هذه المقدمة الوجيزة نقول ان الذي حدانا الى سبر هذا المخطوط الذي بين يديك لشعورنا بأهمية صيانة القلب من القساوة والغفلة واستدامة رفده ودعمه بالمواعظ والعبر حتى يتسنى للمؤمن أن يعيش حياة النور والحقيقة وإلا لا سامح الله اذا اصيب القلب بالأمراض المعنوية فلا محيص من الاعتراف بإتلاف النفس
وقتلها بيد صاحبها والله عز وجل يقول (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) . 25
واخيرا ان مسائل ما ينفع القلب وما يضره كثيرة وعديدة ولكن  ما لا يدرك كله لا يترك جلّه .
اللهم وفدنا على بابك ببضاعة مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا انك تَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ .

1- ميزان الحكمة الريشهري ج  2 ص 98
2- سورة النحل آية 108
3- لواعج الأشجان ص 12
4- سورة الكهف آية 28
5- سورة آل عمران ص 159
6- نهج البلاغة ج 4 ص 66
7- ,وسائل الشيعة ج 8 ص 465 
8-  تحف العقول ص  21
9- غرر الحكم الريشهري 
10 نفس المصدر 
11-نفس المصدر 
12-غرر الحكم ص  121
13-ميزان الحكمة ج 6 ص 322
14- نفس المصدر
15 تحف العقول   92
16- ميزان الحكمة ص 320
16 نفس المصدر ص 179
17- غرر الحكم ص 201
18 -  نفس المصدر  121
19- ميزان الحكمة ص  146
20-البحار ج  2  ص  312
21-نفس المصدر 
22- نهج البلاغة ج 3  ص 28
23- سورة الأنعام  آية 122
24-  نهج البلاغة ج 2 ص 123
25-  النساء آية  29











3- 4- 

تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي