التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

وظائف المكلف تجاه امام زمانه

 ·  وظائف المكلف تجاه امام زمانه

لا شك ان المكلف عليه مسؤولية جليلة وكبيرة تجاه امام زمانه، كلزوم معرفته وطاعته، وتوليه وابائه، والتبري من اعدائه، واتباع أوامره ونواهيه كما صرح القران الكريم بذلك قال عز وجل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ . سورة النساء اية 59

عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه ويتولى أولياءه ويعادي أعداءه ذاك من رفقائي وذوي مودتي وأكرم أمتي علي يوم القيامة. ) [1]

وروي عن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يأتم به وبأئمة الهدى من قبله ويبرأ إلى الله من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي.(2 ) .

وهذه المسؤولية تارة تكون معرفية عقدية وأخرى عملية، وفي نفس الوقت لا يجوز التبعيض في المسائل العقائدية لان التبعيض يؤدي الى نقص في الايمان قال تعالى ) آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ سورة البقرة اية 285.

فكما ان الامام المهدي )عجل الله فرجه ( عليه مسؤولية كبيرة وله أدوار ووظائف تجاه العالم كذلك هنالك مسؤولية ووظائف في عهدة المكلفين تجاه امامهم، ونذكر جملة من تلك الوظائف والمسؤوليات ينبغي الاخذ والالتزام بها:

أولا: وجوب معرفة امام الزمان

تطرقنا في بداية البحوث السابقة عن أهمية معرفة الامام، وإن الامامة حاجة ضرورية في الامة، وان الأرض لا تخلو من امام، وان الامامة مكملة لدور النبوة، ولابد للناس من امام يقتدون به في دينهم، وان وجود الامام امان لأهل الأرض وغير ذلك.

ونضيف في هذا العنوان ان على المكلف ان يعتقد بإمامة الحجة ابن الحسن )عجل الله فرجه (  الذي ينتهي نسبه الشريف الى جده امير المؤمنين )عليه السلام .

وانه صاحب العصر والزمان، وانه امام معصوم مفترض الطاعة، وانه غائب حي، يعيش بيننا يرانا ولا نراه، روي عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول: (يفقد الناس أمامهم، فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه [3]

وان الامام هو القائم بالحق بأذن الله تعالى، وعلى يديه يتحقق العدل الإلهي في العالم فيملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وانه ينتظر امر السماء لإقامة الحكومة العالمية.

 وقد بشر اهل البيت ) عليهم السلام ( به في مواقف عديدة بداً من جده رسول الله ) صلى الله عليه واله( ومرورا بالأئمة من ابائه الطاهرين ، ووصولا الى ابيه الحسن العسكري ) عليه السلام ( بانه القائم المهدي الذي يقيم الحق  والعدالة في اخر الزمان.

روي عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكونه له غيبة وحيرة حتى يضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.(4)

وروي عن صالح ابن عقبة، عن أبيه، عن الباقر، عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملاها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.) [5]

وعن الإمام الباقر (ع) قال: (إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا ً (6) . وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي بن أبي طالب عليه السلام إمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملا الله عز وجل به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ فقال: إي وربي " وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " يا جابر إن هذا لامر من أمر الله وسر من سر الله، مطوي عن عباده، فإياك والشك في أمر الله فهو كفر. (7)

روي عن عبد الله ابن الفضل الهاشمي، عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب الله عز وجل من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلين لامتي عن طريقته )وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون  (8) .

عن ابن أبي عمير، عن غياث ابن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني(9) وعن غياث ابن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية( 10) .

 وعن عمرو بن أبان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «اعرف العلامة، فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، إن الله (عز وجل) يقول: ﴿يوم ندعوا كل أُناس بإِمامهم(  فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر (عليه السلام(11) .

ثانيا: وجوب طاعة الامام عليه السلام

من الواضح ان طاعة الامام المعصوم عليه السلام هي طاعة لله تعالى، ومعصيته هي معصية الله ، والله تعالى قد قرن طاعته بطاعة اوليائه ومعصيته بمعصيتهم ، ومحبته باتباعهم ، ورضاه برضاهم قال تعالى مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا .سورة النساء اية )80(( وقال سبحانه )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ  سورة النساء اية 59وقال عز وجل ) قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(  . سورة ال عمران اية )31

روي عن علي بن عمر بن علي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: يا فاطمة إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك قال: فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد (عليهما السلام( يا أبا عبد الله إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة فقال له جعفر (عليه السلام):وما ذاك يا صندل، قال: جاؤونا عنك أنك حدثتهم أن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها؟ قال: فقال جعفر (عليه السلام): يا صندل ألستم رويتم فيما تروون أن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن،

ويرضى لرضاه؟ قال: بلى قال:

فما تنكرون أن تكون فاطمة (عليها السلام) مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، قال:

فقال له: الله أعلم حيث يجعل رسالته. (12)

ومن كلام سيد الشهداء الحسين بن علي ) عليهما السلام ( )لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين(13).

والله تعالى من حكمته جعل وسائط بينه وبين خلقه، وهم أئمة الهداة بأمره، فهم باب الله الذي يؤتى روي عن الإمام علي (عليه السلام ( في خطبة يذكر فيها فضائل أهل البيت (عليهم السلام: نحن الشعار والأصحاب، الخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا (14 )

والامام الحجة ) عليه السلام ( وان كان غائبا عن الأنظار حسب الحكمة الإلهية التي اقتضت ذلك، لكنه لا تخفى عليه اعمال العباد صغيرها وكبيرها ، وهذا الاطلاع الغيبي هو من الله تعالى جعله لخاصة اوليائه على عباده ، فما عندهم من العلم فهو منه سبحانه، فنحن لا ندعي ان لهم الاستقلالية بعلم الغيب من دون الله ولا هم يدعون ذلك.

ومن كلام امير المؤمنين ) فقال له بعض أصحابه: لقد أَعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب. فضحك (عليه السلام)، وقال للرجل ـ وكان كلبياً ـ: يَا أَخَا كَلْب، لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْب، وَإِنَّمَا هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْم، وَإِنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَمَا عَدَّدَهُ اللهُ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ...)الاية، فَيَعْلَمُ سُبْحَانَهُ مَا فِي الاْرْحَامِ مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى، وَقَبِيح أَوْ جَمِيل، وَسَخِيٍّ أَوْ بَخِيل، وَشَقيّ أَوْ سَعِيد، وَمَنْ يَكُونُ فِي النَّارِ حَطَباً، أَوْ فِي الْجِنَانِ لِلنَّبِيِّينَ مُرَافِقاً; فَهذَا عَلْمُ الْغَيْبِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ إِلاَّ اللهُ، وَمَا سِوَى ذلِكَ فَعِلْمٌ عَلَّمَهُ اللهُ نَبِيَّهُ(صلى الله عليه وآله) فَعَلَّمَنِيهِ، وَدَعَا لِي بِأَنْ يَعِيَهُ صَدْرِي، وَتَضْطَمَّ عَلَيْهِ جَوَانِحِي(  ) [15](روي عن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما أنتم؟ قال: نحن خزان الله على علم الله، نحن تراجمة وحي الله، نحن الحجة البالغة على ما دون السماء وفوق الأرض(16) .

ومن كلام الامام الرضا ) عليه السلام ( …ثُمَّ نَظَرَ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى اِبْنِ هَذَّابٍ فَقَالَ إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُكَ أَنَّكَ سَتبْتَلَى فِي هَذِهِ اَلْأَيَّامِ بِدَمِ ذِي رَحِمٍ لَكَ أَ كُنْتَ مُصَدِّقاً لِي قَالَ لاَ فَإِنَّ اَلْغَيْبَ لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ اَللَّهُ تَعَالَى قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ وَ لَيْسَ اَللَّهُ يَقُولُ عالِمُ اَلْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً `إِلاّ مَنِ اِرْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَرَسُولُ اَللَّهِ عِنْدَ اَللَّهِ مُرْتَضَى وَنَحْنُ وَرَثَةُ ذَلِكَ اَلرَّسُولِ اَلَّذِي أَطْلَعَهُ اَللَّهُ عَلَى مَا شَاءَ مِنْ غَيْبِهِ فَعَلِمْنَا مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ وَ إِنَّ اَلَّذِي أَخْبَرْتُكَ بِهِ يَا اِبْنَ هَذَّابٍ لَكَائِنٌ إِلَى خَمْسَةِ أَيَّامٍ فَإِنْ لَمْ يَصِحَّ مَا قُلْتُ لَكَ فِي هَذِهِ اَلْمُدَّةِ فَإِنِّي كَذَّابٌ مُفْتَرٍ وَ إِنْ صَحَّ فَتَعْلَمُ أَنَّكَ اَلرَّادُّ عَلَى اَللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ وَ لَكَ دَلاَلَةٌ أُخْرَى أَمَا إِنَّكَ سَتُصَابُ بِبَصَرِكَ وَتَصِيرُ مَكْفُوفاً فَلاَ تُبْصِرُ سَهْلاً وَ لاَ جَبَلاً وَهَذَا كَائِنٌ بَعْدَ أَيَّامٍ وَ لَكَ عِنْدِي دَلاَلَةٌ أُخْرَى أَنَّكَ سَتَحْلِفُ يَمِيناً كَاذِبَةً فَتُضْرَبُ بِالْبَرَصِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْفَضْلِ فَوَ اَللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ ذَلِكَ كُلُّهُ بِابْنِ هذاب [هَدَّابٍ] فَقِيلَ لَهُ أَصَدَقَ اَلرِّضَا أَمْ كَذَبَ قَالَ لَقَدْ عَلِمْتُ فِي اَلْوَقْتِ اَلَّذِي أَخْبَرَنِي بِهِ أَنَّهُ كَائِنٌ وَلَكِنِّي كُنْتُ أَتَجَلَّدُ(17)

وورد من الناحية المقدسة ، للإمام الحجة في رسالته للشيخ المفيد )فيعمل كل امرئ منكم ما يقرب به من محبتنا وليتجنب ما يدنيه من كراهيتنا، وسخطنا، فان امرءا يبغته فجأة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمك الرشد، ويلطف لكم بالتوفيق برحمته .(18)

فعلى المكلف ان يعلم ان امامه مطلع على اعماله وافعاله واقواله قال تعالى )وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.التوبة اية( 105).

روي عن الامام الصادق )عليه السلام ( لداود الرقي مبتدئا -: يا داود! لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض من عملك صلتك لابن عمك فلان، فسرني ذلك، إني علمت صلتك له أسرع لفناء عمره وقطع أجله.

قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبا خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له بنفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت في المدينة أخبرني أبو عبد الله )عليه السلام(  بذلك. (19)

وعن الإمام الرضا )عليه السلام (وقد قال عبد الله بن أبان له: إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم -: والله إني لأعرض أعمالهم على الله في كل يوم.(20)

وغير ذلك من الاحاديث التي تشير أيضا الى عرض الاعمال على رسول الله ) صلى الله عليه واله ( ولا يوحد تنافي بينها فكلهم نور واحد، وائمة وحجج الله على العباد ، وخلفائه في البلاد .

اذاً فطاعة المكلف للإمام تحقق بالامتثال لأوامر الله تعالى، والانزجار عن نواهيه، هو امر لازم، ويدخل السرور على قلب الامام.

 وفي نفس الوقت ان التعدي على حرمات الله هو نهي محرم، ويدخل الحزن والأسى على قلبه.

ثالثا: تهيئة النفس

قلنا فيما سبق ان قضية خروج الامام لإقامة الحكومية العالمية هي مسالة منوطة بمشيئة الله دون سواه، ولكن لظهور الامام المنتظر )عجل الله فرجه الشريف (شروطا وعلامات كثيرة ومن تلك الشروط هي تهيئة النفس الى اعلى درجات الإخلاص والفهم والتفاني في ذات الله تعالى.

 فالقضية المهدوية متوقفة على كثير من الظروف والأسباب حتى يُكتب لها النجاح والفتح المبين، ومن ضمنها وجود الأنصار وتفانيهم من اجل إقامة العدل الإلهي.

وهذه سنة جارية في الأمم كقول نبي الله عيسى للحواريين ) قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ. سورة آل عمران اية 52

 وقوله تعالى لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ  (. سورة الحشر  اية 8 .

اذاً من اهم أسباب تعجيل فرج الامام هو بلوغ النفس في اعلى درجات الكمال الروحي والأخلاقي والثقافي والوعي.

فانتظار الفرج الحقيقي هو مع الطاعة والوعي والإخلاص والعمل الرسالي لخدمة الدين ومذهب امير المؤمنين ) عليه السلام .

فبهذه الصفات والأخلاق الفاضلة يكون المكلف قد مهد نفسه واستعد ليكون في زمرة المنتظرين والانصار للإمام الحجة ) عجل الله فرجه .

واذا ما ادرك الموتُ المنتظرَ للإمام وهو على هذه الحالة من الانتظار الحقيقي كان كالقارع بسيفه مع القائم، ومات شهيدا، فروي عن علاء بن سيابة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على هذا الامر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام. ) [21]

وعن عبد الحميد الواسطي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أصلحك الله والله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه، فقال: يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا حبس نفسه علينا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا قال: قلت فان مت قبل أن أدرك القائم، فقال: القائل منكم: إن أدركت القائم من آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له شهادتان.  (22)

وعن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد عن العمر كي، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد مثله وفيه: كالمقارع بسيفه بل كالشهيد معه) (23) وعن مالك بن أعين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الميت منكم على هذا الامر، بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله. ) [24]

وعن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا الامر كمن هو مع القائم في فسطاطه قال: ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله (25).

فنصرة الامام في زمن غيبته هو الاستعداد والتهيئة على جميع المستويات، فالمؤمن بالتزامه بدينه، والتخلق بالأخلاق الفاضلة، وتمسكه بعقيدته، وبعمله الصالح، وبالذب عن حرمات الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرد على المرتابين وشبهاتهم، واعانة فقراء المؤمنين ومساكينهم، يكون ناصرا للإمام في غيبته ومستعدا لظهوره المبارك.

اما الانتظار الصوري والشكلي الذي تشوبه المعاصي والموبقات وحب الدنيا والجهل والتجاهل والغفلة والتغافل واللامبالاة بالقضية المهدوية وعدم الاستعداد لها، بما يناسبها ويليق بها، فلا يعد انتظارا إيجابيا.

وحسب فهمي ان الاستعداد النفسي والفكري والروحي الذي يُطالب به المكلف في زمن الغيبة ينبغي ان يواكب عصرنا الحاضر الذي يتسم بالحداثة والتطور بحيث العالم أصبح كقرية صغيرة وان الاحداث والتطورات التي تقع في اقصى العالم وابعدها فأنها تكون حاضرة وتبث في قنوات التلفاز، ومتداولة في التواصل الاجتماعي.

فان تأثير الاشاعة والشبهة والتزييف والاغراء الذي يبث في شتى قنوات التواصل الاجتماعي والاعلامي فهو يلعب دورا كبيرا في فبركة الحقائق مما يؤثر على النفوس والعقول والايمان.

 فقد كان قديما يتنقّل دعاة الباطل من الملحدين واهل البدع والاهواء في شتى اصقاع العالم في سبيل ترويج بضاعتهم الفاسدة، وافكارهم الهدامة، وشبهاتهم المسمومة، فاليوم يتكفل التطور العلمي بهذه الجهود الجبارة وجعلها في متناول اليد، وسهلة الانقياد، مع شدة التأثير والفاعلية في العالم.

فلذا ينبغي للمكلف في زمن الغيبة ان يضاعف المجهود في الوعي، فيدرك ويعي ما يحدث حوله حتى يكون انتظاره يتناسب مع الواقع والزمان الذي يعيشه.

 فكم من أناس قد تأثروا بالشبهات والمغالطات التي تبث من الملحدين والجهلة عن طريق التواصل الاجتماعي وغيرها حتى تغيرت أفكارهم وعقائدهم واخلاقهم، فان هؤلاء لو كانوا في درجة عالية من الوعي والحذر والورع لما وقعوا في مصيدة اهل الضلال.

فقد كان هؤلاء يُمنون أنفسهم بأنهم من المنتظرين في زمن الغيبة، ويدعون الله بتعجيل الفرج، ويتوسلون بالإمام في خلواتهم، لكنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية تجاه امامهم وتكليفهم الشرعي.

فالمنتظر الحقيقي للإمام في زمن الغيبة هو من تحصن بالورع والتقوى والثقافة الصحيحة وجانب المرتابين والذين لا يتورعون عن اكل لحوم العلماء والمؤمنين بتشويه سمعتهم، سواء كانوا من داخل المذهب او خارجه، فهؤلاء ما ابعدهم من لطف الامام.  

روى جَابِر عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السَّلام ) قَالَ :قَالَ لِي : يَا جَابِرُ أَيَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ   !فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ ، وَالصَّوْمِ ، وَالصَّلَاةِ ، وَ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ .

قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَةِ .

فَقَالَ : يَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وَأَتَوَلَّاهُ ثُمَّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالًا ، فَلَوْ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ فَرَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) ثُمَّ لَا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ وَلَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وَأَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ .

يَا جَابِرُ : وَ اللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ وََامَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَلَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ، مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ، وَمَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ، وَمَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَالْوَرَعِ( ) [26]

.رابعا: الصبر والثبات في غيبته

ومن الوظائف الضرورية في زمن الغيبة هو التخلق بالصبر والثبات امام الكثير من البلايا والمغريات التي تعرض للمؤمن في حياته والتي يجب ان يصمد امامها بعزم وثبات ولا ينجرف مع السيل الجارف من الإغراءات التي تجول في كل مكان.

فما أكثر الذين عاهدوا الله والامام على الثبات في زمن الغيبة وان يكونوا جنودا أوفياء يدافعون عن الدين ويصونونه بكل ما اوتوا وإذا بهم يفشلون امام الامتحانات كالمناصب والأموال او الحسد او الاعجاب بالنفس او التعصب الاعمى وغير ذلك مما لا يخفى على البصير.   

ولعلهم كانوا صادقين فما عاهدوا ولكن حينما يكون الأساس هشا فما ان يتعرض الى هزة اختبارية وامتحان مفاجئ فسرعان ما ينهار ذلك الأساس الهشّ، وحينها تتغير الاخلاق والاحوال والسلوك، ثم بالتدريج يبدا العزوف عن الحياة الطيبة التي كان المرء يسلكها ويداوم عليها، ويبتعد عن دور العبادة وعن المؤمنين الصالحين وعن الجو الديني.

اذاً فالثبات والصبر امام الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤمن في طيلة حياته مسالة جد ضرورية حتى ينال الطافَ الامام، ويشمله بدعواته وكراماته، ويكون مرضيا عنده.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال: (إن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم ( .)[27]( وروي عن رسول الله ) صلى الله عليه وآله وسلم(  أنه قال: سَتَكُونُ بَعْدِي فِتَنٌ، ... يَكُونُ فِيهَا حَرْبٌ وَهَرَبٌ، ثُمَّ بَعْدَهَا فِتَنٌ أَشَدُّ مِنْهَا، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ، كُلَّمَا قِيلَ: انْقَطَعَتْ، تَمَادَتْ، حَتَّى لا يَبْقَى بَيْتٌ إِلا دَخَلَتْهُ، وَلا مُسْلِمٌ إِلا صَكَّتْهُ، حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي( 28) .

روي محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه، قال: دخلت على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وعنده جماعة، فبينا نحن نتحدث وهو على بعض أصحابه مقبل إذ التفت إلينا وقال: في أي شئ أنتم؟ هيهات هيهات لا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تمحصوا، هيهات ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى تغربلوا، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم إلا بعد إياس، ولا يكون الذي تمدون إليه أعناقكم حتى يشقى من شقي، ويسعد من سعد(29).

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ذات يوم: ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملا إلا به؟ فقلت:

بلى فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما أمر الله والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا، يعني أئمة خاصة والتسليم لهم، والورع والاجتهاد، والطمأنينة والانتظار للقائم ثم قال: إن لنا دولة يجيئ الله بها إذا شاء.

ثم قال: من سر أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فان مات وقام القائم بعده كان له من الاجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة. ) [30]



1-بحار الانوار ج 51 ص 72

2- نفس المصدر

3-بحار الانوار ج 51 ص 33

4-بحار الانوار ج 51 ص 72

5-  نفس المصدر الكافي ج 1 ص 181

6-  نفس المصدر السابق

7- نفس المصدر

8- نفس المصدر

9- نفس المصدر

10- نفس المصدر

11-الكافي ١: ٣٧٢

12-  بحار الانوار ج 43 ص22

13-  بحار الانوار ج 44 ص 367

14- بحار الانوار ج 40 ص 204

1- 15-نفس المصدر السابق ج 2 ص 10

2- 16-الكافي ج 1 ص 192

1- 17-الخرائج والجرائح ج 1 341

2- 18-بحار الانوار ج 53 ص 153

  19-ميزان الحكمة ج 3ص 2135

20-نفس المصدر

21- بحار الانوار ج 52ص   125

22-نفس المصدر   

23-نفس المصدر

1- 24-نفس المصدر   

2- 25-نفس المصدر   

26-الكافي: 2 / 74


27- - صحيح الترمذي ج 2 ص 437 


28- الملاحم والفتن ابن طاووس ج 1 ص 67

29- كتاب الغيبة النعماني ج 1 ص 215


30- بحار الانوار ج 52 ص 140

 


تعليقات

المتابعون

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حرز الامام الجواد عليه السلام هو نافع لدفع شر الجن والانس والحسد والشرور الكثيرة

  بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحِ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ قَاهِرَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ وَ خَالِقَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَ مَالِكَهُ كُفَّ عَنَّا بَأْسَ أَعْدَائِنَا وَ مَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ أَعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَ قُلُوبَهُمْ وَ اجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ حِجَاباً وَ حَرَساً وَ مَدْفَعاً إِنَّكَ رَبُّنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ لَنَا إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَ إِلَيْهِ أَنَبْنَا وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ- رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏ رَبَّنَا عَافِنَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ‏ آخِذٌ بِناصِيَتِها وَ مِنْ شَرِّ مَا يَسْكُنُ فِي اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَ مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ إِلَهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَجْمَ

احاديث اهل البيت في النفاق

نقلا عن كتاب ميزان الحكمة لريشهري   الإمام علي (عليه السلام) : النفاق يفسد الإيمان .  عنه (عليه السلام): النفاق أخو الشرك. - عنه (عليه السلام): النفاق توأم الكفر ). -  رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن النفاق يبدو لمظة سوداء، فكلما ازداد النفاق عظما ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسود القلب . النفاق شين الأخلاق  -  الإمام علي (عليه السلام) : النفاق شين الأخلاق. - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا، وباطنا منافقا! . - عنه (عليه السلام): ما أقبح بالإنسان أن يكون ذا وجهين! . - عنه (عليه السلام): الخيانة رأس النفاق . علة النفاق    الإمام علي (عليه السلام) : نفاق المرء من ذل يجده في نفسه . - عنه (عليه السلام): النفاق من أثافي الذل . - عنه (عليه السلام):  الكذب  يؤدي إلى النفاق . صفة  المنافق   -  الإمام علي (عليه السلام) :  المنافق  لنفسه مداهن، وعلى الناس طاعن . - عنه (عليه السلام):  المنافق  قوله جميل، وفعله الداء الدخيل . - عنه (عليه السلام):  المنافق  لسانه يسر، وقلبه يضر . - عنه (عليه السلام):  المنافق  وقح غبي، متملق شقي . - عنه (عليه السلام):  المنافق  مكور مضر

دُعاء القدحِ عظيمُ الشأنِ مكتوب

  دُعَاءُ الْقَدَحِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ بِاسْمِهِ الْمُبْتَدَإِ رَبِّ الْآخِرَةِ وَ الْأُولَى لَا غَايَةَ لَهُ وَ لَا مُنْتَهَى رَبِّ الْأَرْضِ وَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ. لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ مٰا تَحْتَ الثَّرىٰ. وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ اللَّهُ عَظِيمُ الْآلَاءِ دَائِمُ النَّعْمَاءِ قَاهِرُ الْأَعْدَاءِ [رَحِيمٌ بِخَلْقِهِ] عَاطِفٌ بِرِزْقِهِ مَعْرُوفٌ بِلُطْفِهِ عَادِلٌ فِي حُكْمِهِ عَالِمٌ فِي مُلْكِهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ رَحِيمُ الرُّحَمَاءِ- عَالِمُ الْعُلَمَاءِ صَاحِبُ الْأَنْبِيَاءِ غَفُورُ الْغُفَرَاءِ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِكِ الْوَاحِدِ الْحَمِيدِ ذِي الْعَرْشِ الْمَجِيدِ الْفَعَّالِ لِمَا يُرِيدُ رَبِّ الْأَرْبَابِ وَ مُسَبِّبِ الْأَسْبَابِ وَ سَابِقِ الْأَسْبَاقِ وَ رَازِقِ الْأَرْزَاقِ وَ خَالِقِ الْأَخْلَاقِ قَادِرٍ عَلَى مَا يَشَاءُ مُقَدِّرِ الْمَقْدُورِ وَ قَاهِرِ

بحث حول النفاق

النفاق : هو ان يظهر الانسان شيئا حسنا من عمل او فعل او قول بخلاف ما يضمره في باطنه فالمنافق له حالتان حالة ظاهرية توافقية مع الناس وحالة باطنية تغاير ظاهريته ، وقد اشار امير المؤمنين عليه السلام الى هذا المعنى بقوله( ما أقبح بالإنسان ظاهرا موافقا و باطنا منافقا 1 . وهذه الازدواجية في التعامل ناشئة من دواعي كثيرة في نفس المنافق سيأتي الحديث عنها لاحقا ان شاء الله تعالى . والنفاق تارة يكون في العقيدة كأن يظهر المنافق الإيمان بأصول الدين كالتوحيد والمعاد والنبوة ويظهر التزامه بفروع الدين كالصلاة والصوم ولكنه باطنه يخادع الله ورسوله والناس وما يخادع إلا نفسه قال تعالى ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) 2 وقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ( 142 ) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا

بحث حول ( اهمية التوبة )

إن التوبة كالماء الذي ينزل من السماء على الارض الميتة فيكسوها الحياة بعد الممات وكذا القلب التائب بعد أن هيّأ ارضية قلبه -من خلال الندم والتوبة والاستغفار - بأن تكون خصبة صالحة للتطهير والتزكية ما ان تنهمر على قلبه سحائب الرحمة ومفاتيح الرأفة فتحي القلب بالحياة بعد الممات والنور بعد الظلمات واليقظة بعد الغفلة والسبات.  فالقرآن الكريم يِعدّ الغارق في مستنقع الذنوب والكنود انه ميت الأحياء وأنه في ظلمات ليس بخارج منها إلا بالأوبة والنزوع عن الحوبة قال تعالى ( أ َوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ . 1 فالتوبة هي رجوع العبد إلى دوحة الرحمة والعفو والغفران مما فرّط في حق ربه من الذنوب والعصيان ، وأن فتح باب التوبة أمام عباده العاصين وقبولها لهي من أعظم النعم والمنح النازلة من فيض رحمته الواسعة على عباده التائبين روي عن الإمام علي (عليه السلام): من تاب تاب الله عليه وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه 2 . وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) وقد سمعه معاوية بن وهب يقول : إذا تاب الع

بحث حول لقمة الحرام وتاثيرها على قلب المؤمن

لا شك ان هناك علائق وروابط بين الامور المادية والمعنوية بحيث نلاحظ تأثير أحدهما على الآخر فانشراح القلب وانبساطه عامل دفع ومحرك نحو العمل وضيق الصدر وقسوته وظلمته عامل مثّبط للعمل  . وكذلك الكلام في مسالة لقُمة الحرام وتاثيرها الفاعل في تلويث القلب وما لها من الآثار الوضعية على القلب بحيث يعمى القلب عن رؤية الحق واستماع للحق واتباع الحق ومثقلة للعبادات وسالبة للتوفيق   ومن الإشارات إلى هذه النكتة كلام الإمام الحسين عليه السلام مع جيش ابن سعد قبل أن يلتقي المعسكران قال سلام الله عليه ((... وَيْلَكُمْ ما عَلَيْكُمْ اَنْ تَنْصِتُوا اِلَيّ فَتَسْمَعُوا قَوْلي وَاِنَّما اَدْعُوكُم الى سَبيلِ الرَّشادِ فَمَنْ اَطاعَنِي كانَ مِنَ الْمُرْشَدِينَ وَمَنْ عَصانِي كانَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ وَكُلُّكُمْ عاصٍ لأمري غَيْرُ مُسْتَمِعٍ لِقَوْلي قَدِ انْخَزَلَتْ عَطِيّاتُكُمْ مِنَ الْحَرامِ وَمُلِئَتْ  بُطُونُكُمْ مِنَ الْحَرام فَطَبعَ اللّهُ عَلى قُلُوبِكُمْ وَيْلَكُمْ اَلا تَنْصِتُونَ اَلا تَسْمَعُونَ؟... تَبّاً لَكُمْ اَيَّتها الْجَماعَةُ وَتَرَحاً .  1 ولقد ضرب القرآن الكريم نموذجا عن المرابي الذي