الدعاء الأول:
وكان نزوله في كربلاء في الثاني من المحرّم سنة إحدى وستّين فجمع (عليه السلام) ولده وإخوته وأهل بيته ونظر إليهم وبكى وقال: «اللهمّ، إنّا عترة نبيّك محمّد قد اُخرِجنا وطُرِدنا واُزعِجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو اُميّة علينا، اللهمّ فخذ لنا بحقّنا وانصرنا على القوم الظالمين. (1)
الدعاء الثاني:
فجمع الحسين عليه السلام أصحابه عند قرب المساء. قال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: " فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذ ذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه: أثني على الله أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.(2)
الدعاء الثالث: دعاؤه ( عليه السلام على أعدائه
قال: ثم قال : «أما والله لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى يدور بكم دور الرحى ويقلق بكم قلق المحور عهدٌ عهده إلي أبي عن جدي ، فأجمعوا أمركم وشركاءكم ، ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ، ثم اقضو إلي ولا تنظرون.
إني توكلت على الله ربي وربكم ، ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم.
اللهم احبس عنهم قطر السماء وابعث عليهم سنين كسنين يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف يسومهم كأساً مصبرةٌ ، فإنهم كذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير . (3)
الدعاء الرابع:
ويُروي عن سيّد الساجدين وزين العابدين عليه السلام أنّه قال:لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي فِي كُلِّ كَرْبٍ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي فِيكُلِّ شِدَّةٍ؛ وَأَنْتَ لِي فِي كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ.
كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيه الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ ،رَغْبَةً مِنِّي إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي ، وَكَشَفْتَهُ ، وَكَفَيْتَهُ .فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي كُلِّ رَغْبَةٍ . (5)
الدعاء الخامس:
صبراً على قضائك يا ربّ، لا إله سواك يا غياث المستغيثين مالي ربّ سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك، يا غياث مَن لا غياث له يا دائماً لا نفاد له، يا محيي الموتى، يا قائماً على كلّ نفس بما كسبت، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين .(6)
الدعاء السادس:
ولمّا اشتدّ به الحال رفع طرفه إلى السّماء وقال : « اللهم متعالي المكان عظيم الجبروت، شديد المحال غني عن الخلائق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد، سابق النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب إليك، قادر على ما أردت ، ومدرك ما طلبت ، وشكور إذا شكرت ، وذكور إذا ذكرت ، أدعوك محتاجا وأرغب إليك فقيرا، وأفزع إليك خائفا "، وأبكي إليك مكروبا، وأستعين بك ضعيفا وأتوك".
عليك كافيا احكم بيننا وبين قومنا بالحق، فإنهم غرونا وخدعونا وغدروا بنا وقتلونا ونحن عترة نبيك وولد حبيبك محمد بن عبد الله الذي اصطفيته بالرسالة، وائتمنته على وحيك، فاجعل لنا من أمرنا فرجا " ومخرجا " برحمتك يا أرحم الراحمين.(!)
الدعاء السابع: دعاؤه ( عليه السلام ) على اعدائه
اللهمّ إنّك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهمّ أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً». وصاح بصوت عال: «يا اُمّة السّوء، بئسما خلفتم محمّداً في عترته، أما إنّكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إيّاي. وأيمَ الله، إنّي لأَرجو أنْ يكرمني الله بالشهادة، ثمّ ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون.
الدعاء الثامن: لما برز عليُّ الأكبر للقتال
قالوا ورفع الحسين سبابته نحو السماء وقال اللهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك كنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى وجهه اللهم امنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.
ثم صاح الحسين بعمر بن سعد ما لك قطع الله رحمك ولا بارك الله لك في أمرك وسلط عليك من يذبحك بعدي على فراشك كما قطعت رحمي ولم تحفظ قرابتي من رسول الله صلى الله عليه واله ثم رفع الحسين عليه السلام صوته وتلا ( إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ـ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .(7)
الدعاء العاشر: لما ذُُبح عبد الله الرضيع
هوّن ما نزل بي أنّه بعين الله تعالى، اللهمّ لا يكون أهون عليك من فصيل، إلهي إنْ كنت حبستَ عنّا النّصر فاجعله لِما هو خير منه، وانتقم لنا من الظالمين واجعل ما حلّ بنا في العاجل ذخيرة لنا في الآجل .
الدعاء الحادي عشر: دعاؤه ( عليه السلام ) لما استشهد جون رضوان الله عليه ) اللهمّ بيِّض وجهه وطيِّب ريحه، واحشره مع محمّد (صلى الله عليه واله) وعرِّف بينه وبين آل محمّد (صلى الله عليه واله.
الدعاء الثاني عشر: دعاؤه ( عليه السلام ) لما دنا وقت الصلاة
والتفت أبو ثمامة الصائدي ( قال : ) لك الفداء، إنّي أرى هؤلاء قد اقتربوا منك، لا والله لا تُقتل حتّى اُقتل دونك ، واُحبّ أنْ ألقى الله وقد صلّيت هذه الصلاة التي دنا وقتها.
فرفع الحسين (عليه السلام) رأسه إلى السّماء وقال: «ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلّين الذاكرين .(8)
1- مقتل الامام الحسين السيد المقرم ج 1 ص 193
2- الإرشاد الشيخ المفيد ج 2 ص 91
3- اللهوف على قتلى الطفوف ص 157
4- الارشاد ج 2 ص 96
5- مقتل السيد المقرم ج 1 ص 283
6- البحار ج 98 ص 348
7- بحار الأنوار ج 45 ص 43
8- بحار الأنوار ج 45 ص 21
تعليقات