قال تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29).
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ
عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29).
توجد في هذه الاية المباركة عدة لطائف نذكر بعضها :
الاولى : هناك شرط اساسي في تحقق الجزاء ونيل المراد والشرط هو التقوى ( إِن تَتَّقُوا اللَّهَ ) فما لم تتحقق التقوى فلن ينال العبد ثمرة المرجوة المترتبة من هذه الخصائص التي ذكرتها الاية الشريفة ، والثمرة والنعمة هي ان يُجعل للمؤمن الفُرقان والتكفير عن السيئات ونيل المغفرة .
الثانية : أن الاية المباركة قيّدت ( ان تتقوا الله ) وهنا تريد الاية التنبيه الى مسالة مهمة فلعل البعض يتقي الله ولكنه يوجد في توجهاته وقراراته ونياته غايات دنيوية ، فربما تكون لديه بعض المصالح الدنيوية والأهداف الغير النبيلة فلذا ورد التنبيه لذلك فعلى لمؤمن ان تكون تقواه لله خالصة البتة دون سواه .
الثالث : ما المراد من الفُرقان التي ذكرتها الآية بقوله تعالى (يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا ) ؟
الجواب : الفرقان هو الشق بين طرفين وشيئين كقوله تعالى حاكيا عن شق البحر لنبي الله موسى عليه السلام قال تعالى( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
وكذلك قوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا . الذي يفرق بين الحق والباطل .
فالفرقان هو النور والمعرفة اللذين ينالهما المؤمن بحيث يستطيع من خلالهما تمييز الحق من الباطل ، فقد ورد في الحديث ( أن المؤمن ينظر بنور الله ) وهذا النور لا يتأتى لكل فرد انما مشروط بالتقوى الحقة .
الرابعة : هو تكفير للذنوب التي صدرت من العبد فالتقوى الحقة والمتواصلة هي ممحاة ومُكفّرة للذنوب والمعاصي وكذلك هي مدعاة وسبب للمغفرة ونيل العفو والرحمة من الله تعالى .
الخامسة : قوله تعالى ( وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )
تنبيه في غاية الروعة !! فعلى المؤمنين أن يعلموا أن تلكم الرحمات التي نالتهم من ( الفرقان وتكفير السيئات والمغفرة ) إنما هي تفضل ومنّة من الله تعالى وأن هذا الفضل هو مستمر لعبده التقي الذي يتقيه في الصغير والكبير ويبتعد عن المحرمات والشبهات ويمتثل لطاعات والإرشادات الالهية .
تعليقات