توجد في هذا المقطع الجميل من الاية المباركة عدة ملاحظات مفيدة لمن اراد ان يتدبر القران ويستنير بنوره :
الملاحظة الاولى : الاصطفاء هو الاجتباء والاختيار ، ولا شك ان افعال الله سبحانه كلها نابعة من حكمة ورحمة وعدل وليست عشوائية وعبثية حاشاه تعالى .
فحينما يصطفي احدا من عباده انما هو لعلمه الواقعي بحال العبد وما هي المؤهلات والمقومات التي يتمتع بها ذلك العبد والتي فلربما يجهلها من هو اقرب الناس الى ذلك المصطَفى .
الملاحظة الثانية : ان المقومات التي يتمتع بها اي شخص للقيادة الالهية ان مبدئها واصلها من الله تعالى فهو الذي اعطى العقل والقوة وعلّم الانسان ما لم يعلم ، ومن ثمّ يزيد على عبده رحمة وتوفيقا له لاكمال واتمام مهمته الالهية ولذا يقول تعالى
( وزاده بسطة في العلم والجسم ) .
الملاحظة الثالثة : تقديم العلم على الجسم هو دلالة على عظمة ومكانة العلم على الجسم .
الملاحظة الرابعة : ان من أهم مقدمات الانتصار والفلاح والظفر هو ان يتمتع القائد للامة بالعلم والجسم ولعله
( والله العالم ) ان المراد بالجسم ليس فقط البنى الجسمانية بل ان يتمتع القائد بجميع قواه الحسية .
الملاحظة الخامسة : ان العلم والقوة لا تُحّدد مكانتها ووظيفتها في الانتصار العسكري فقط بل في كل انتصار سواء كان على الصعيد الفساد الاخلاقي او السياسي او الفكري وغيرها، فالمتصدي يحتاج ان يتمتع بالعلم والجسم ( القوة ) .
الملاحظة السادسة : ان الاصطفاء والاجتباء وزيادة العبد بالعلم والجسم لا يعني ان يتخلى العبد عن السعي في بذل المجهود في طلب العلم والمهارات الاخرى وتربية نفسه وتهذيبها بالاخلاق الحميدة بل على كل فرد من الامة ان يبذل قصار جهده في سبيل ان يكون مهيئا ومستعدا للفيض والتوفيق الالهي .
الملاحظة السابعة :( وهي جدُّ مهمة) ان لا يتصدى الفرد للقيادة والرئاسة
( مهما كانت قدرها ) وهو يعلم انه تنقصه الكثير الكثير من المؤهلات والمقومات للقيادة حتى لا يوقع نفسه والاخرين في متاهات مظلمة لا يستطيع الخروج منها .
تعليقات