قال تعالى : وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا )
في هذا المقطع من الاية المباركة توجد عدة ملاحظات :
الملاحظة الاولى : لا شك ان كليم الله موسى (على نبينا وآله وعليه السلام ) كان أعظم شأناً ومنزلة من أخيه هارون ولكن موسى عليه السلام يعلم أن هنالك مشكلة في لسانه أصُيب بها عندما كان طفلا مما أثّر في فصاحة لسانه ولذا توجّه الى الله تعالى أن يعينه بأخيه هارون أمام لجاجة فرعون وقومه
( ومن أراد المزيد فليراجع التفاسير) .
الملاحظة الثانية : نلاحظ قمّة التواضع والاعتراف بما يمتلكه الآخرون من خصال الجميلة وان كان المتواضع هو اقرب منزلة وأعظم مكانة عند الله من الآخر قال تعالى ( ولا تبخسُوا الناسَ اشياءهم ) .
الملاحظة الثالثة : إن المؤمن يجب عليه أن يكون نظره دائما وابداً الى تحقيق وانجاز الغايات والاهداف الالهية وليس غرضه ان يكون قائدا وزعيما لإنجاح الاهداف ولذا لا يفكر الوليّ بالقيادة بقدر ما يهمّ بنجاح المهمة سواء كانت على يديه او يدي غيره من القادة المؤمنين .
( وهذا التوجّه والقصد يندر وجوده للاسف ) .
الملاحظة الرابعة : إن فصاحة اللسان وبلاغته لدى المتكلم ليست هي المعيار والميزان في التفاضل بين الناس !! فرب شخص لا يستطيع ان يُعّبر عن مكنونه بلسانه ولكنّ قلبه أشد إخلاصا وبياضا من الثلج .
الملاحظة الخامسة : أن كليم الله موسى ( على نبينا وآله وعليه السلام ) قد ذكر فصاحة اللسان ولم يذكر قوة ايجاد الحجة والدليل في لجم وخصم الآخر وهناك بون واسع بينهما فإن الفصاحة هو طلاقة اللسان وتوضيح البيان من دون تكلّف بخلاف احضار الحجة للخصم الاخر وردعه ولذا جاء في اللغة معنى الفصاحة ( كلام فصيح : سليم وواضح ، يخلو من الإبهام وسوء التأليف أسلوب فصيح ) ( لسان فصيح : طلقٌ يعين صاحبَه على الكلام الجيِّد ) .
تعليقات