ان الواقف على الايات القرانية التي تتناول مسالة حشر الناس يوم المحشر يجدها متعددة المقاصد والمواقف من جهة الاذن بالكلام او الاعتذار او عدم الاذن .
ونحن بإذن الله تعالى نريد في هذه الوقفة السريعة والوجيزة أن نشير الى نكتة لطيفة في المسالة وما توفيقي الا من عند الله .
1- قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا .
نلاحظ في الاية المباركة ان الناس يوم العرض على الله تعالى أصواتهم خافضة وخاشعة من شدة ما يرون فلا يُسمع الا الهمس وهو صوت الخفي او حركة الاقدام .
2- قوله تعالى ( هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) وهنا ايضا نلاحظ ان الاية تبين ان ذلك اليوم لا يؤذن بالنطق والكلام والاعتذار .
3- قوله تعالى ( وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء ).
في هذه الاية المباركة نلاحظ ان الاية تشير الى مسالة الكلام بين الضعفاء والمستكبرين .
4- قوله تعالى (﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)﴾
الملاحظ في هذه الاية المباركة ان هذا الموقف لا نطق ولا قول ولا اعتذار بل ختم مطلق على الافواه انما الكلام كل الكلام للجوارح هي الشاهدة بما كسبت أيدي الناس .
5 - قوله تعالى: وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ .قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ .
الكلام نفس الكلام في النقطة السابقة وهي الأذن بالقول للمستكبرين والمستضعفين فيما بينهم بالملامة التي لا جدوى منها.
6- قوله تعالى ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
7- قوله تعالى ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ).
وغير ذلك من الآيات تتناول مسألة تعدد أحوال الناس ومواقفهم المختلفة والزبدة التي نريد ان نذكرها من هذه المقدمة أنه لا يوجد أي تنافي بين الآيات الكريمة ربما يلتبس الامر على بعض الأشخاص حينما يرى الآيات تتحدث تارة عن منع عن النطق والكلام لهم واخرى بالاذن بالكلام ؟؟ وحقيقة هذا راجع كله الى مواقف يوم القيامة المتعددة والكثيرة ففي كل موقف له وضعه وظروفه وموقفه الذي يناسبه، والايات تارة تشير الى المجرمين والمستكبرين بالخصوص واخرى الى عامة الناس والله العالم .
تعليقات