حينما نُلقي نظرةً حولَ إيمان المؤمنين نجدهم متفاوتين من حيث الطاعة والالتزام والخشية والمعرفة الخ...
وهذا التفاوت الحاصل بينهم لم يحصل اعتباطاً أو جاء قهرا إنما هو ناشئ من اسباب كثيرة ومن أهمها بل تعدّ على هرمها هي مسألة الايمان بعالم الغيب كالإيمان بالحساب والميزان والجنة والنار .
ولذا تجد بعض المؤمنين لا يقترب من الحرام وان كان صغيرا وحقيرا ولو اعُطيت له الدنيا بما فيها لان قلبه انعقد على أمر غيبي وهو ان الدنيا لا قيمة لها وأنها زائلة وفانية وخداعة وإن المعصية فيها غضب الله سبحانه .
اما الاخر تجده يترنح بين الطاعة والمعصية يميل مع نفسه الامارة حيث مالت ويتبعها في هواها أينما سارت.
ولذا كُثر التأكيد من قِبِل الآيات القرآنية والروايات على ضرورة الزهد بالدنيا وعدم التعلق فيها على نحو الاستقلالية إنما تأخذ منها ما تحتاجه في حياتك من حلّها وتدع الفضول منها وحرامها لكي لا يتعلق قلبُك ولبُّك بجمالها.
ثم هناك نقطة جديرة بالذكر وهي ان الايمان بعالم الغيب صحيح هو يتفاوت بين المؤمنين كما ذكرنا ولكن هو ايضا فيه قابلية لزيادة والنقصان وهناك عوامل عديدة تساعد على تقوية الإيمان كذكر الموت وتلاوة القرآن والتفكر والمعرفة وغيرها من العوامل المفيدة في تقوية إيمان العبد بحيث تجعله لا يؤثر الدنيا على الاخرة والحق على الباطل قال تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال: 2].
وفي نفس الوقت توجد هناك عوامل كثيرة تُضّعف وتثّبط وربما تزول ايمان العبد كحب الدنيا وطاعة الشيطان والنفس الامارة وغيرها من الاسباب والعوامل الخطيرة قال تعالى في كتابه الكريم عن ذلك الرجل الذي آتاه الله الآيات الكثيرة الباطنية ولكنه بسبب حبه واخلاده لدنيا وطاعته لشيطان انسلخ من الايمان قال تعالى حاكيا عنه ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
ولذا تلاحظ بعض المؤمنين دقيق في الصغيرة والكبيرة وحذر عند الطاعة والمعصية خشية الوقوع في التقصير او المحذور المحرم .
تعليقات