البسط في الرزق و التضييق هو ناشئٌ عن حكمة |
قال تعالى(الله يبسُطُ الرزقَ لمن يشاء ويقدر.
توجد عدةُ نُكاتٍ ولطائف في الآية المباركة :
اولا : البسطُ في قِبال القبض وهي دلالةٌ على كثرة العطاء والبذل والإحسان والايةُ ترّدُ على ما زعمته اليهود بحق الله تعالى حيثُ قالوا( وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ) .
ثانيا : أن البسطَ والعطاءَ في استمرار واستدامة غير مقطوعٍ وفي كل آنٍ ومكان .
ثالثا : أن البسطَ في رزقه وكرمه ليس عشوائياً وعبثياً فلربما يتبادرُ للبعض حينما يسمع قوله تعالى ( لمن يشاء ) بل بسطه نابعٌ عن حكمة وعدل ورحمة..
رابعا : أن لفظ ( يقدر ) بمعنى يضّيق قال تعالى في قصة نبي الله يونس
(على نبينا وآله وعليه السلام )( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) .
أي ظنَّ أننا لن نضّيقَ عليه حينما خرج مغاضباًوكذلك قوله تعالى (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) .
فقدَرً عليه رزقه بمعنى ضّيق عليه .
وهذا التضيقُ أيضا هو ناشئٌ من رحمة وحكمة في عباده وليس عبثياً قال تعالى ( ۞ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (27) .
فهو تعالى خبير بما يصلح عباده.
تعليقات